ﺃ م فيصل (معلمة) اعتقدت بادئ الأمر ﺃنها ﺃزاحت عبئا كبيرا من ﺃعمالها المنزلية التي كانت تؤرقها كثيرا حين استقدمت الخادمة: "في منز لنا ا لصغير ﺃ عيش ﺃنا وزوجي، وطفلنا الصغير، اضطرتني وظيفتي، وغياب زوجي المستمر الذي يعمل في التجارة، إلى إيجاد من تتولى رعاية طفلي إلى حين عودتي، إضافة إلى شؤون المنزل، فاستقدمت خادمة بعد ﺃ ن نصحني عد د من الصديقات بذلك"، لكن ﺃم فيصل اكتشفت ﺃنها بالغت في تفاؤلها كثيرا: "رابني ما ﺃجد من حال طفلي ﺃثناء عودتي، فكثيرا ما وجدته صارخا وجهه يفضح ما في قلبه من هلع وخوف، لم ﺃدرِ – حينها ما سببه، ورغم ذلك تظل الشغالة في غرفة ﺃخرى، غير آبهة، وكأن الأمر لا يعنيها البتة"، نبّهت ﺃم فيصل خادمتها، وحذرتها من مغبة ذلك، وما هي إلا ﺃيام قلائل لتفاجأ ﺃم فيصل بأنها حملت ما خف وزنه وهربت إلى المجهول: "لا ﺃدري ما الذي دفعها إلى ذلك؛ فراتبها الشهري تستلمه قبل وقته بأسبوع، كما ﺃني ﺃوفّر ما تحتاج إليه من مأكل، ومشرب، وملبس، ومع هذا ﺃجد الجحود منها والهروب"، ولم تقف معاناة ﺃم فيصل هنا، بل تكررت بهروب خادماتها للمرتين الثانية والثالثة، وعن هذ ه ا لتجر بة تختم بقولها: "من المؤكد ﺃن هناك من يستفيد من هذا الهروب، بدءا من الهاربات اللاتي يجدن مرتبات تصل ﺃضعاف ما كن يأخذن، إضافة إلى من يستفيد من إيوائهن عنده". تركي الحزنوي صاحﺐ تجربة، يقول عنها: "هروب الخادمة هو آخر المواجع التي تلقيتها، والتي بدﺃت برسوم ا لتأ شير ة، ثم بأ سعا ر مكاتﺐ الاستقدام، لينتهي فصل المعاناة عند هروب الخادمة بعد فترة التجربة "، ويشير تركي إلى ﺃنه ورغم ازدياد حالات الهروب من المنازل، إلا ﺃن الجهات ا لمسؤ و لة لم تتو صل إلى حل جذري لها، وهو الأمر الذي يعزا إلى النظام الحالي لاستقدام ا لعما لة ا لمنز لية". ويختم الحزنوي ما ﺃدلى به بقوله: "استمرار هذا المسلسل من الهروب سيكون له آثاره السلبية على ﺃ من ا لمجتمع، واقتصاده". يقدم عبداﷲ الغامدي اقتراحات يرى ﺃنها كفيلة بحل هذه المشكلة، وذلك من خلال حصر استقدام ا لعما لة ا لمنز لية بو كا لا ت مختصة، توفر السكن والإعاشة والفحص الطبي، ﺃي ﺃن هذه الوكالات تستقدم العمالة وتوفر لهم جميع الإجراءات اللازمة، وما على الأسرة السعودية سوى الذهاب إلى إحدى هذه الوكالات واستئجار العامل ﺃو العاملة بعقد يحدد فيه المدة والراتﺐ ا لشهر ي، بحيث تعيد الأسرة العامل بعد الانتهاء من خدماته، ويضيف الغامدي بقوله: "لا شك ﺃن هناك إيجابيات لهذا الاقتراح، في مقد متها إ نها ء معاناة الأسر من تعقيد ا لإ د ا ر ا ت ا لحكو مية وفترة التجربة وحمايتها من الغبن الذي تتعرض له من مكاتﺐ الاستقدام، إضافة إلى ﺃن هناك عائلات سعودية لا تريد الخادمة ﺃو السائق إلا لظروف معينة ﺃو لمدة قصيرة، وهو الأمر الذي لا يراعيه النظام الحالي".