يوصف الحج في القرآن بأنه ﺃمر لا يمكن بلوغه "إلا بشق الأنفس"، لكن هذه المشقة ذات جوانﺐ وتحولات عديدة، فبينما كانت المشقة في القرون السابقة محصورة بصعوبة الوصول إلى الأراضي المقدسة، تحولت في العصر الحديث إلى مشقة ﺃداء النسك ذاته بسبﺐ الزحام الشديد الذي تغص فيه ا لمشا عر في تلك الأيام المعدودة. ﺃما الوصول بحد ذاته فلم يعد يشكل ﺃدنى مشقة. وعلى هذا الأساس تحاول الحملات الفارهة رفع شعار: حج بلا مشقة. ولكن رغم هذا الشعار تبقى المشقة موجودة، فكل ما تفعله الحملات هو تسهيل الوصول وتسهيل الإقامة ولكن ﺃداء النسك ذاته، سيظل شاقا ومتعبا، مهما كان المبلغ المدفوع للحملةخالد. الكاف، مدير مكتﺐ الكاف للحج والعمرة في الدمام، قال إن ﺃصحاب الحملات تعارفوا على تسمية هذه الخدمات بفئة فئة الأشخاص المهمين، وتتراوح ﺃسعار هذه الفئة لديهم ما بين 120 052 و ﺃلف ريال للشخص الواحد. ولكن ذلك ليس السقف الأعلى للقيمة، فللزبون حرية اختيار الخدمات المقدمة له، ولكل خدمة ثمنها، وقد تصل قيمة الخدمات المطلوبة حتى 500 ﺃلف ريال للشخص الواحد، وقد تتجاوز ذلك في بعض الأحيان. ولا تقدم هذه الخدمات من قبل الحملات الاعتيادية لأنها تتطلﺐ تجهيزات خاصة، وموارد كافية من ﺃجل تجهيز المخيمات الفخمة. ولكن ما هي بالضبط الخدمات التي تقدمها تلك الحملات؟ يجيﺐ الكاف على ذلك بقوله: "تبدﺃ الخدمات الخاصة من مكان الإقامة، إذ يتم اختيار مخيم قريﺐ من المشاعر المقدسة وقريﺐ من الجمرات، وغالبا ما تبنى تلك المخيمات على شكل ﺃجنحة، تكون مزودة بدورات مياه خاصة وفخمة، وتفرش تلك المخيمات وتؤثث حسﺐ رغبة الزبون، ويمكن للزبون ﺃن يشترط توفير كل ما يخطر على باله ﺃو ما يعتقد ﺃنه يحتاج إليه لمساعدته على ﺃداء الحج، ولكل خدمة ثمنها". ﺃما ﺃكثر الفئات طلبا للخدمات الاستثنائية، بحسﺐ الكاف، فهم رجال الأعمال، ممن يحتاجون إلى متابعة ﺃعمالهم بصفة مستمر ة، و يتطلﺐ ذ لك تجهيز مخيماتهم كمكاتﺐ مزودة بالخدمات السكرتارية وبكافة وسائل الاتصال من هواتف وفاكسات وإنترنت. ويبرر الكاف لجوء رجال الأعمال لهذه الخدمات الاستثنائية غالية الثمن، بكونهم قادرين على الدفع