في كرة القدم قاعدة حقيقية عامة ومعروفة في كل العالم، هي ﺃن (الأندية في خدمة المنتخبات)؛ بمعنى ﺃن الأندية الرياضية هي التي تفرخ اللاعبين وتصقل الموهوبين وتصنع النجوم، وتجعلهم في (فورمة) كاملة وجاهزية تامة، ومن ثم تأخذهم المنتخبات ع(الجاهز)، وتستفيد منهم، وتصنع المشوار الدولي للاعﺐ.. بعض مدربي المنتخبات الوطنية يقلبون هذه القاعدة ويغيرون المعادلة ويجعلونها العكس؛ فيصبح (المنتخﺐ في خدمة الأندية)، ذلك ليس بالضرورة ﺃمرا مقصودا منهم، ولكنه نتاج رؤية شخصية وقناعات فنية، وتوجهات قد تقود الأمور إلى هذا الاتجاه! ولكن كيف يحدث ذلك؟ كيف تنقلﺐ المعادلة؟ عندما يصر المدير الفني للمنتخﺐﺃي منتخﺐعلى قائمة محددة وﺃسماء شبه ثابتة، ويتمسك بعناصره في كل الأحوال والظروف، ويلجأ إلى التغيير في ﺃضيق الحدود، وبعيدا عن القالﺐ المفروض والمعتاد يحدث قلﺐ المعادلة، المنتخﺐ الوطني هو تجميع للأفضل من اللاعبين والعناصر والأسماء الجاهزة تماما، والمؤهلة للعﺐ مباشرة، بمعنى ﺃنها تأتي للمنتخﺐ وهي قادرة على المشاركة من غير حاجة إلى تجهيز ﺃو إعادة تأهيل ﺃو رفع المعدل اللياقي، فذلك يحدث في النادي، وعندما يحدث في المنتخﺐ؛ ففي ذلك قلﺐ للقاعدة. وعندما يقفز لاعبون من دكة البدلاء في ﺃنديتهم، ويصبحون ﺃساسيين في تشكيلة المنتخﺐ ويشاركون في المباريات؛ فهذا يعني قلبا للمعادلة. وعندما يكون اللاعﺐ مصابا ﺃو قادما من إصابةويستدعىإلىقائمةمنتخبه، ليبقى ﺃطول فترة تحت إشراف الجهاز الطبي للمنتخﺐ، ﺃو في غرفة العلاج الطبيعي، حتى يصبح قادرا على اللعﺐ عشر دقائق من مباراة ﺃو شوط ﺃو حتى مباراة كاملة، يعود بعدها مباشرة إلى تشكيلة فريقه الأساسية؛ ففيه قلﺐ للقاعدة. واللاعﺐ الصاعد ﺃو الموهوب، الذي يبشر بمستقبل قادم ونجومية منتظرة، عندما يجد الطريق مفروشا ﺃمامه وسهلا إلى تشكيلة المنتخﺐ الرئيسة، بعد عدد قليل من المباريات مع فريقه؛ فإن في ذلك ﺃيضا قلبا للمعادلة. حتى تكون القاعدة سليمة يجﺐ ﺃلا يرتدي قميص المنتخﺐ إلا اللاعﺐ الجاهز و(الفت) الذي في كامل عافيته ومنتهى (الفورمة)، وحتى تكون المعادلة صحيحة لا يجﺐ ﺃن يتحقق حلم اللاعﺐ الصاعد بقميص المنتخﺐ إلا بعد ﺃن (يحفر) في المباريات (وينحت) في المستطيل الأخضر، ويقدم اسمه بقوة، ويدفع بعد سنوات الثمن الغالي ليكون ﺃهلا لقميص المنتخﺐ الوطنيﺃي منتخﺐوعندها تستقيم المعادلة ويصبح فعلا وقولا وعملا وبرهانا الأندية في خدمة المنتخﺐ! يبدل العالم رﺃيه، ﺃما الغبي فيعاند.