وتعد ﺃريج الطفلة الثامنة في قوائم الراحلات بسياط التعذيﺐ ولكمات الوجه وآلام الكي بالنيران؛ فقد سبقتها غصون وبلقيس ورهف وريماس وفتاة تبوك وغيرهن، وجميعهن ضحايا لعنف الآباء. ويعيد الحُكْم إلى الأذهان قصة جرت وقائعها المشابهة إلى حد بعيد مطلع العام الجاري، انتهت بإعدام سعودي وزوجته شاركا في تعذيﺐ طفلة حد الموت، حيث ﺃصدرت وزارة الداخلية السعودية مساء الأربعاء 12008 61 بيانا ﺃ علنت فيه تنفيذ حكم ا لقتل تعز ير ا في مكة ا لمكر مة بحق كل من سليمان حجي (32 سنة) وزوجته إيمان غزاوي (27 سنة)، بعد إدانتهما بتعذيﺐ ابنة الأول من زواج سابق، الطفلة غصون (تسع سنوات)، طيلة عام كامل؛ ما ﺃدى إلى وفاتها. وسرد بيان الداخلية ﺃصنافا من التعذيﺐ الذي تعرضت له الطفلة؛ حيث ﺃقدم والدها على ضربها بأ نبو بة معد نية على سا قيها، كما تسبﺐ في كسر يدها اليسري بضربها مرات عدة بقبضة يده، كما رماها بعلبة مملوءة بمادة الكيروسين على وجهها، وقام بإحماء ملعقة، وحين احمرّت كواها بها على كعبها، إضافة إلى ربطه الطفلة، مرات عدة، بسلسلة في إحدى نوافذ المنزل، ومنعها من الأكل والشرب طيلة ثلاثة ﺃيام. كما بادر بصدمها بالسيارة بشكل مقصود داخل فنا ء ا لمنز ل؛ بهد ف قتلها والتخلص منها، بعدما ساوره الشك بأنها ليست ابنته، رغم إثبات فحوص الحمض الوراثي ﺃنها ابنته بنسبة 99.9 في المئة. ﺃما زوجته، التي لاقت الحكم نفسه، فأسهمت بتحريض الوالد ومساعدته على تعذيﺐ ابنته، كما دفعتها على الجدار، وسكبت مواد حارقة على الطفلة. كذلك عمدت زوجة الأب إلى ربطها ثلاث مرات، ورفسها بقدميها في بطنها، والدوس على رﺃس الطفلة بالحذاء، وﺃيضا ضربها باليدين والعصيّ الخشبية والبلاستيكية على رﺃسها، حتى ﺃنها طعنتها برﺃس عصا المكنسة في بطنها. وﺃكمل بيان الداخلية ﺃنه "نظرا إلى شناعة ما ﺃقدما عليه، من اشتراكهما في تعذيﺐ الطفلة وإذاقتها ﺃصناف العذاب طوال سنة كاملة، هي مدة بقائها عندهما بعد ﺃخذها من والدتها بحكم شرعي، ونظرا إلى ﺃن هذا القتل نوع من القتل صبرا، وقد عظَم الشارع قتل البهائم صبرا، فكيف بالآدمي وهي كالأسير والمحبوس لا حول لها ولا قوة، فلا تستطيع الدفاع عن نفسها ولا الهرب، وحيث إن ﺃهل العلم قرروا ﺃن المكافأة بين الولد ووالده غير معتبرة في الحرابة؛ وذلك لعظم شأن الحرابة وتحتم حق اﷲ في ذلك، فقد تم الحكم عليهما بالقتل تعزيرا، وصُدّق الحكم من محكمة التمييز ومن مجلس القضاء الأعلى بهيئته الدائمة، وصدر ﺃمر سام يقضي بإنفاذ ما تقرر شرعا بحق الأبوين". وآنذاك.. اعتبرت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، على لسان الدكتور حسين الشريف مدير فرعها في مكةالمكرمة، الحكم "إنذارا لكل من تسوّل له نفسه الإقدام على تعذيﺐ الطفولة البريئة".