ارتوت شوارع الرياض، وفاضت ﺃمس، بعد هطول كميات كبيرة من الأمطار بدﺃت بالتساقط منذ الضحى الكبير حتى العصر من اليوم نفسه. وتركزت معظم الأمطار على الأحياء الشمالية والوسطى الشمالية، وخصوصا ﺃحياء المحمدية وصلاح الدين والملك فهد. وتزامن موعد هطول الأمطار الغزير مع موعد خروج الطلبة والطالبات من مدارسهم وكلياتهم؛ ما ﺃدى إلى خلق ازدحام مروري كثيف في معظم الطرق الرئيسية والداخلية في الرياض، نجم عن تعطل بعض السيارات وارتفاع منسوب المياه إلى حد عال في بعض الطرق، فتوقفت الحركة المرورية عدة ساعات في مناطق محدودة. وفي جولة ﺃجرتها "شمس" وسط الأحياء الممطورة، والشوارع التي حصلت فيها تجمعات واختناقات، قال حسن الخرشمي، إنه على الرغم من سعادته بهطول الأمطار إلا ﺃنها بالنسبة إليه تشكل معاناة ليست بسيطة؛ نظرا إلى ﺃن منزله يقع في حي صلاح الدين، وهو ذو ﺃرضية منخفضة؛ ما يجعل من الصعوبة الدخول ﺃو الخروج من المنزل ﺃثناء هطول الأمطار. وقال إن منزله على وجه الخصوص يتحول إلى جزيرة وسط بحيرات من الماء، وهو ما حدث معه ﺃمس، لافتا إلى ﺃن سوء قنوات التصريف المائي في حيهم هو السبﺐ في تجمع تلك المستنقعات. من جانبه يقول مشاري الثبيتي، وقد قابلناه وهو عالق وسط سيارته التي غطى الماء منتصفها، فلم يعد قادرا على الخروج من سيارته، ولا السيارة قادرة على التحرك، لكنه استطاع التحدث معنا من بعيد: "لقد علقت في ازدحام السيارات، ثم وجدت نفسي غارقا وسيارتي بهذه البحيرة". وقال عندما التقيناه إنه عالق منذ ﺃكثر من ساعة، ولا يزال بانتظار وصول ﺃحد لمساعدته سواء من الدفاع المدني ﺃو من آليات الأمانة. ومن ﺃبرز ما رصد ﺃثناء هطول الأمطار ﺃمس مواطنون شباب، ﺃوقفوا سياراتهم في مداخل الطرق التي تكونت فيها مستنقعات، وبدؤوا التلويح لقادة السيارات كي لا يتجهوا إليها، كما ﺃغلقت مجموعة ﺃخرى ﺃحد الطرق (الطريق المؤدي إلى كلية الرياض للتقنية) لوجود تجمع مائي كبير، وحولوا السيارات بجهودهم الفردية نحو طريق آخر؛ ما ﺃنقذ سيلا من السيارات من الوقوع في فخ البحيرات العميقة التي استمرتساقطالأمطارﺃمسعلىعددمنالمناطق الشمالية والجنوبية والغربية والوسطى، ففي منطقة الحدود الشمالية، هطلت ﺃمطار غزيرة، شملت مراكز القرية وعنازه والهوه والبويهي، وسالت على ﺃثرها عدة ﺃودية ضخمة من بينها وادي الجندلية. وفي الجنوب تواصل سقوط الأمطار على مناطق نجران وعسير وجازان والباحة، وصاحبتها عواصف هوائية في قرى