كانت بداية تحقيق حلم راوده طويلا عندما ترك قريته النائية () الزلفى التي تبعد 250 كيلومترا شمال مدينة ال ري، اض حيث لم يتجاوز التاسعة من عمره، يومها ليستقل شاحنة نقل مكشوفة كانت متوجهة إلى الرياض؛ بحثا عن حياة ﺃفضل مع شقيقيه ﺃحمد، وسليمان ليصف رحلته الأولى تلك ب(رحلة اليوم) العاصف، حيث كادت الرمال تعمي بصره؛ إذ لم يرف له جفن طول، الطريق وهو يتابع م س ار الشاحنة؛ لشدة شغفه بمعر فة ما في نهاية هذه الرحلة. بعد مُضي ع ام واحد على استقرار (ناصر) الطيار وشقيقيه في، الرياض التحق بهم باقي ﺃفراد، العائلة وال دان وخمسة، إخوة عاشوا في بيت طيني متواضع في ﺃحد ﺃحياء، الرياض حيث كان والده يعمل موظفا في شركة (ﺃرام ك) و، وكانت والدته تحرص على تلقي ﺃ بنا ئها ا لتعليم، على الرغم من ﺃنها لم تحظَ بمثل هذه الفرصة طوال حياتها. لقد كان، ناصر وهو الابن، الأصغر شديد التعلق بأخيه الأكبر غير ا لشقيق، محمد، ا ل ذ ي يكبره ب 15، عاما والذي كان صحافيا، آنذاك حيث حاول إش راك ﺃخيه الصغير في بعض الكتابات الصحافية. ﺃما في، المدرسة، فرفاقه كما يقول: الطيار "كانوا من عائلات، ثرية وطالما رغبت في ﺃن ﺃكون" مثلهم. اضطره الفقر (و)الحاجة آنذاك إل ى العمل في سن 41 ال في National، وهو ﺃحد البنوك التي كانت تعمل في، الرياض حيث عمل و هو طا لﺐ بدوام مسائي في و ظيفة كا تﺐ حسا با ت براتﺐ شهري قدره 900، ريال يقول الطيار عن تلك: المرحلة "كثيرا ما كان يدفعني الإجهاد إلى النوم على مقعد" الدراسة. لقد فتحت تلك المرحلة من حياته عينيه على معنى الثراء؛ إذ كان راتبه يعادل ثلاثة ﺃضعاف راتﺐ ﺃخيه، الصحافي ومع ذل، ك كان مديره يأتيه بملابس جديدة بدلا من تلك التي كان يلطخها بالحبر. بعد، ذلك حصل على وظيفة في (الخطوط الجوية) السعودية بالراتﺐ، ذاته حيث كانت مهمته إجراء تعداد المسافرين على متن، الطائرات قبل ﺃن يتم نقله إلى مكتﺐ، الحجوزات الذي ﺃتاح له اختبار السفر بالطائرة للمرة، الأولى وهو الأمر الذي نمﱠى لديه رغبة العيش في الخارج. لذلك قرر ﺃن، يدرس وهو على رﺃس، عمله العلوم الإدارية والسياسية في جامعة الملك، سعود التي تخرج فيها على ﺃمل ﺃن يصبح سفيرا خارج السعودية في يوم من الأيام. في تلك الفترة يقول: الطيار "جمعت من ﺃصدقائي العرب الذين لم يكن بينهم ﺃي، سعودي 250 ﺃل ف ريال لأبدﺃ المشروع. كنت محرجا ولم ﺃطلﺐ المال من" ﺃقربائي. ليفتتح مكتﺐ حجوزات سفر صغيرا ف ي ش ارع التخصصي وسط العاصمة، الرياض مساحته لا تتجاوز 200 متر مربع لا ي زال يملكه حتى، اليوم حيث عمل فيه م ع مو ظفين، آخرين ﺃحدهما لا يزال يعمل مساعدا شخصيا له حتى الآن. وبعد عام، واحد افتتح فرعا آخر في منطقة السويدي في مدينة جدة؛ على ﺃمل ﺃن يمكنه ذلك من الحصول على وكالة مبيعات عامة من (الخطوط الجوية) السعودية. ﺃما، اليوم فهو المالك لمجموعة () الطيار، ومع هذا لم يتوقف حلم ناصر الطيار عند هذا، الحد بل يطمح ﺃن يفرد جناحيه في سماء منطقة الشرق الأوس ط بأكملها؛ إذ: يقول "شغفي هو الذي يقودني دائ م ا. تماما كما في رحلة ذاك اليوم" العاصف. وف ي نهاية، حديثه وجّه الطيار رسالة إلى الشباب الراغبين في دخول مجال، التجارة حيث: قال "الفرصة لا تأتي إلا مرة، واحدة ويجﺐ على الشباب الصبر والتريث ودراسة مشاريعهم بشكل، دقيق خصوصا بعد توافر ا لتسهيلا ت ك ا ف ة في هذا، الزمن ويجﺐ عليهم ﺃخذ الأمور خطوة خطوة؛ لتحقيق ﺃحلامهم وآمالهم بكل" نجاح. وُلد يتيم الأب وعاش تحت ظل والدته التي ﺃوكلت تربيته إلى، زوجها حيث عاش تحت، ظلاله كانت حياته في ذلك الوقت، صعبة فلم تكن جميع الظروف مهيأة لعيش حياة، رغدة هنا فقط ﺃدرك عبداﷲ الموسى ﺃن العمل حل فوري لقتل جميع الظروف الصعبة؛ إذ كان هو البديل عن التعليم آنذاك. يقول الموسى عن تلك المرحلة من: حياته "على الرغم من عدم حصولي على الشهادة الابتدائية إلا ﺃنني عملت بشركة الكهرباء براتﺐ 210، ريالات وكان عمري حينها 14، سنة ومنها انتقلت إلى وزارة المالية بمهنة مراسل وسائق براتﺐ 300 ريال، شهريا وعملت فيها ﺃربع، سنوات وفي ذلك الوقت كنت ﺃسكن في بيت مستأجر لا تتجاوز قيمة إيجاره 100 ريال في، السنة ولأنه كانت لدي رغبة التطوير بدﺃت بالعمل، الحر وذلك حين استقللت سيارة، ﺃجرة وبدﺃت ﺃعمر بيوت، الطين فكنا نبني البيت ومن ثم يتم عرضه، للبيع ومن هنا بدﺃ المشوار" الحقيقي. في ذاك الوقت ظهرت ملامح هذا الشاب () التجارية وهو يقوم بجلﺐ الأدوات الكهربائية من البحرين ودمشق