عن رمضان: يقول "كان شهر رمضان في الماضي مغايرا تماما لما هو عليه اليوم. في الماضي كانت توجد الألفة بين الأسر، والترابط كان الصفاء يخيم على ﺃنفسنا، جميعا واليوم لم تعد تلك الأسر، كذلك ﺃبعدتها عن تلك الأجواء ﺃمور، كثيرة لا ﺃعلم ما! هي ولكنها بالتأكيد لم تعد "كذلك. بهذه الكلمات يحدثنا مؤذن بيت اﷲ الحرام الشيخ علي عمر عن سيرة، حياته وقد ولد في مكةالمكرمة لا يحمل في جعبته سوى ﺃحلام الطفولة التي لم تتجاوز () لعبة، اللهو بين الأزقة كان مهمته الوحيدة التي نفذها مع ﺃقرانه الأطفال (بكل) براعة. لم يكن يعلم ﺃنه سينتقل بعد سنوات إلى ما هو ﺃكثر جدية من اللهو بين الأزقة. كانت تلك () مهنته التي امتهنها طفلا لم يبلغ من العمر سوى 14 عاما. إذ ﺃقبل عليه والده وفي يده ﺃدوات () الحلاقة، مهنة الوالد الذي رﺃى ﺃن ابنه اليوم بلغ ﺃشده فليهيئه لها. عن نشأته يقول الشيخ: علي "ﺃنا من ﺃصول تو نسية لكنني و ل د ت في مكة ا لمكر مة، إ ذ قدم والدي إليها حلاقا يحلق ر ؤ و س ا لحجا ج" والمعتمرين. بهذه اللهجة المليئة بثقة كهل بلغ من ا لعمر 8 8 عا ما يحد ثنا الشيخ عمر عن تلك الفترة التي قدم فيها والده إلى مكة. ليواصل الشيخ حديثه ق ائ: لا "ﺃذكر ﺃن عمري وقتها كان 14 عاما عندما مارست هذه المهنة التي امتهنتها طيلة 30 عاما. لقد كانت ﺃياما جميلة من "عمري. لم ﺃكن في حاجة إلى ﺃ ن ﺃ س م ع تلك ا لكلمة ا ل ت ي ختم بها ا لشيخ حديثه، السابق فقد بدا ذلك واضحا جليا في عينيه اللتين ﺃكدتا حنين صاحبهما إلى تلك الفترة. سؤال من قلبي عن ﺃبنائه، الأربعة وهل امتهن ﺃح ده م هذه المهنة؟ ! كا نت إ جا بته با لنفي، فالمهنة لم تعد كما كانت في سابق، عهدها ليعود الشيخ تلقائيا بمناسبة هذا السؤال إلى ذكرياته م ع والده ق ائ: لا "كنت ﺃتابع، والدي وذلك عندما كنت ﺃذهﺐ معه إلى جوار بيت اﷲ الحرام من جهة (القشاشية) لأش اه ده وﺃتابع تعامله مع هذه المهنة. كنت جريئا حينها عندما طلبت منه تعليمي مهنة، الحلاقة ذاك الطلﺐ الذي لم يرفضه وال دي لأ تعلمها في ا لنها ية، "وﺃمتهنها. لم ينته الأمر بالنسبة إلى ذلك الشاب عند مهنة، الحلاقة فما ﺃن يفرغ من ﺃ د ا ء مهنته تلك حتى يتجه مع مجموعة كبيرة من حفظة القرآن (وهو) ﺃحدهم إلى بيت اﷲ الحرام ليرفعوا الأذان كتجربة ﺃداء لهم. ولم تمض ف ت ر ة على تلك التجارب حتى تم اختيار هذا الشاب للأذان في المسجد، الحرام ليعمل منذ ذلك اليوم بوظيفة () مؤذن، وبراتﺐ شهري ابتدﺃ 052 ب ريالا. وعن مهنته كمؤذن يحدثني الشيخ علي: قائلا "العمل في ال م س ج د الحرام يشعرك بأنك تحمل ﺃمانة عظيمة وﺃنت ترفع صوت الحق على مسامع الناس ، ﺃجمعين كنت ﺃحرص على ﺃن ﺃتقن الأذان وﺃك ون حاضرا ذهنيا في "حينه. وﺃما عن كيفية تأقلمه مع وظيفته كمؤذن: فيجيﺐ "ذلك فضل يعود ﷲ عز وجل الذي ﺃكرمني بحفظ كتابه العزيز على يد ﺃشهر ﺃهل العلم في، مكة وفي حين ﺃن مهنة الحلاقة كانت وراثة وعملا، ﺃحببته فإن رفع صوت الحق في بيت اﷲ الحرام كان حلما تحقق وﺃنساني كل. شيء. حتى موسى الحلاقة والمقص ال ذي كنت ﺃحمله في "جيبي. ويضيف: ﺃيضا" لم يتوقف رفعي الأذان على المسجد الحرام دون، غيره فقد كنت ﺃتلقى العديد من الدعوات الدولية لرفع الأذان في تلك، البلدان فقد رفعت الأذان وسجلت حلقا ت للقر آ ن ا لكر يم في ﺃكثر من 15 دولة في، العالم منها مدينة القدس التي ﺃسأل اﷲ العظيم ﺃن يعيدها، للمسلمين وكذلك بريطانيا وفرنسا وإسبانيا وإيران وتركيا والعراق والكويت والبحرين والأردن و قطر و ليبيا و تو نس والمغرب "وباكستان. وفي إجابة فاجأني بها فضيلته عن سؤال كنت وجهته إليه عن مهنة، الحلاقة لم ﺃكن ﺃعلم ﺃنه سيتجاوز شرح تفاصيل تلك، المهنة بل كانت المفاجأة هنا ﺃنه () شخصيا من ﺃشرف على حلاقة رؤوس رؤساء دول ومشاهير. كانت إجابته: كالتالي "وكنت ﺃحلق رؤوس رؤساء الدول، والعظماء وﺃذكر منهم الرئيس العراقي صدام، حسين ورئيس مصر ﺃنور، السادات والرئيس السوري حافظ، الأسد والكثير من الرؤساء الذين لا تسعفني الذاكرة لذكر" ﺃسمائهم.