شدد خبراء عالميون على أهمية تضافر القطاعين العام والخاص لإيجاد بيئة خصبة لخلق فرص في مجال ريادة الأعمال، مؤكدين على جهد مؤسسات وشركات القطاع الخاص لدعم التوجه إلى هذا المجال، وإن اختلفوا فيما يجب أن تكون عليه السمات الشخصية كي يستطيع المرء أن يبدع في مجال ريادة الأعمال. واتفق الخبراء في الجلسة الأولى التي بعنوان «تنافسية ريادة الأعمال» ضمن فعاليات منتدى التنافسية أمس، بفندق الفيرسيزون بالرياض على أن ريادة الأعمال تعد خليطا من الدراسة والممارسة والاستعداد الشخصي، مشيرين إلى أن الإبداع ليس له عمر محدد ويمكن أن يبدأ الإنسان بفكرته في أي وقت، مطالبين الشركات الخاصة بالعمل على دعم المبادرات الحكومية والاتجاه نحو دعم أفكار الموظفين ورعايتها. وتساءل المدير التنفيذي لشركة أرامكس فادي غندور في بداية حديثه عن الطريقة التي يمكن اتباعها مع جيل الشباب كيف يفكرون في القطاع الخاص بعيدا عن القطاع العام، مشيرا إلى أن التنمية ليست مسؤولية القطاع العام وحده، بل مسؤولية القطاع الخاص أيضا في إيجاد حلول لجيل الشباب وتشجيعه ليوجد رواد أعمال في مجالات كثيرة. وضرب مثالا على نجاح القطاع الخاص بتجربة الأردن في مجال تقنية المعلومات، لافتا إلى أن الجهات المعنية في ذلك البلد عقدت مؤتمرا في التسعينيات من القرن الماضي لتحديد مدى إمكانية التوجه إلى مجال تقنية المعلومات، وأسهمت الحكومة في دعم بيئة العمل كما توجهت شركات بعضها ناشئ إلى هذا المجال ما أسهم في إيجاد رواد أعمال في هذا المجال وبعد عامين أصبح لدى الأردن تجربة متميزة في مجال تقنية المعلومات، وانتقلت تلك البلد إلى تصدير التقنية والعاملين في هذا المجال إلى بلدان كثيرة، وقفزت مبيعات السوق الأردنية إلى بليوني دولار خلال أعوام قليلة. ورأى غندور الذي كان طالبا متعبا جدا في بداية حياته على حد قوله، أن ريادة الأعمال ليست مسألة صعبة «لا نحتاج إلى اختراع العجلة من جديد، بل يمكن أن نطور التجارب القائمة ونبني عليها كي نستفيد منها محليا»، مشيرا إلى أن «الشغف» أمر مهم ليكون الشخص رائدا في مجال الأعمال لكنه إذا لم يكن موجودا فلا يجب أن يثير القلق بل يجب السعي والاجتهاد والبدء بالعمل والتعلم للوصول إلى مرحلة متقدمة في ريادة الأعمال. أما رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في شركة 3M جورج باكلي فتطرق إلى ما يخطر على بال أي شخص يريد العمل في مجال معين، وهو «كيف لي أن أنافس ضد شركات قوية جداً؟» وأجاب على هذا التساؤل بقوله «سواء أحببنا ذلك أم كرهنا فهناك شركات ضخمة في كل مجال، لكن على من يريد البدء في ميدان معين ألا يتخلى عن طموحه، إذ إن هناك دائما أفكارا جديدة، والبداية هي الخطوة الأهم، والأفضل الانطلاق من فكرة معينة ودعمها بالعمل الجاد والتدريب الجيد والصدق للوصول إلى نتيجة مرضية، يمكن البناء عليها». وأكد عضو مجلس إدارة شركة فولكس واجين كرستيان كينجلير على أهمية فهم ثقافة كل مجتمع حتى نستطيع إيجاد أرضية مناسبة للإبداع فيها، لافتا إلى أهمية تدريب الموظفين ووضع رؤية لهم وإتاحة المجال أمامهم للتفكير وتنفيذ أفكارهم حتى تستمر الشركات في ريادتها. وقال إن ريادة الأعمال خليط من الدراسة والممارسة والاستعداد الشخصي، مشددا على أن الإبداع ليس له عمر محدد ويمكن أن يبدأ الإنسان بفكرته في أي وقت. وأضاف أن 30 ألف موظف يعملون في شركته في مجال البحوث والتطوير ما أسهم في زيادة الإقبال على سيارت فولكس فالكن وجرى بيع 8.2 مليون سيارة العام الماضي. وذكر أن شركته التي يعمل فيها نحو ثلاثة ملايين موظف ستستثمر نحو 14 بليون دولار في مجال السيارات خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، مضيفا أن السوق السعودية تشهد نموا كبيرا وارتفعت مبيعات الشركة فيها إلى نحو مليوني دولار. من جهة أخرى قالت الرئيس التنفيذي للمركز الاستشاري للقيادة والمواهب في «كون فرري انترناشونال» أنا دوتر «رواد الأعمال هم الذين يسعون إلى خلق الفرص ويخاطرون ويتحملون التحديات ويجمعون الموارد لتحقيق أهدافهم، وأبرز مثال على ذلك ستيف جوبس وأينشتاين وغيرهم ممن تحملوا العناء في بداية عملهم ثم وصلوا إلى مراحل متقدمة من الريادة في مجالات عملهم». ودعت القطاعات الحكومية إلى خلق بيئة تساعد على خلق فرص تساعد الأشخاص على العمل والمبادرة في طرح أفكارهم وتجربتها، والبناء عليها، مؤكدة إمكانية خلق رواد أعمال بدل الاستعانة بهم، وذلك يعتمد على مدى الجدية والاستعداد وتوفر البيئة المناسبة. ورأت المؤسس والمدير التنفيذي لشركة «تيوسانو تريب» ماجات وايد أن الدراسة الأكاديمية مهمة لكنها لا تكفي لتجعل من الشخص رائد أعمال، مؤكدة أن الحكومات توجد وظائف في الأحوال العادية لكنها لا توجد الريادة التي يجب أن يسعى إليها الشخص بصفتها مسألة سلام أو حرب، مطالبة الشركات الخاصة بالعمل على دعم المبادرات الحكومية والاتجاه نحو دعم أفكار الموظفين ورعايتها .