تزامنا مع نشر مقالي أمس حول «هل بقي لدينا أكسجين» الذي تحدثت من خلاله عن معاناة سكان المدن من تلوث الهواء فيها, فإن أحدهم والذي يبدو أنه كان يسعى بشكل جدي لإغاظة أكثر قد أرسل رسالة إلكترونية على بريدي كتب فيها بعد مقدمة طويلة سلسلة الاستفهامات التالية «هل هو صعب على أمانات المدن التي تفهم أن الإنسان فيها يعاني شحا كبيرا وندرة واضحة في إيجاد شيء من هواء نقي صالح للتنفس, أن توفر له مساحات خضراء شاسعة من أجل التقليل من نسبة (الأكادسيد) المختلفة التي تحتل أجواءها ولتعويضها بالأكسجين حسب المعادلة القديمة؟ هل وصل جمود المدن لدينا لأن تختفي فيها الجوانب الحياتية والصحية والإنسانية حتى لم نعد نرى سوى الخرسانة والطوب أينما اتجهنا؟ ماذا عن نسب مرضى حساسية الصدر والربو وضيق التنفس العالية التي تسجل في هذه المدن؟ أليست كافية لإعادة النظر في العمل على تخفيف حدة التلوث الذي تتشارك فيه جهات عدة؟ ألا ترى أن جمود المدن وحولها من المتنزهات الطبيعية والمساحات الخضراء قد انعكس على تعاملات الناس فيها, فأصاب الجفاف تعاملاتهم مع بعضهم بعضا, وقلت ذائقة الجمال بالنسبة لهم, فتحولت لمعايير المدينة الجافة؟»، ثم ختم المرسل رسالته بطلب طريف قال فيه «أرجوك ومن على مكتبك ودون أن تبذل أي جهد, امسح مدينتك مسحا جويا بالاستعانة ب (جوجل إيرث) ثم حاول أن تقبض على أي مساحة خضراء ممتدة يستطيع الناس الخروج لها للنزهة ولاستنشاق هواء نقي, أنا واثق أنك ستفشل»! فعلت ما طلب مني حقا, إلا أنني فعلا فشلت!