«هل يجوز تضفير الشعر؟» سؤال مضحك مبك طرحته إحدى المتصلات الفاضلات على شيخ في إحدى برامج الإفتاء! ليس العجيب في محور السؤال المصيري بل في رد فعل الشيخ الذي كنت أنتظر أن يرفع أحد حاجبيه تعجبا من سؤال كهذا! لكنه أجابها وبكل حكمة ووقار «لا بأس في ذلك».. دون أن يستنكر ما قد توصلت إليه فئة من المسلمين من تشكك وارتياب بشأن الحلال والحرام! كان تماما كحزني على تلك الفتاة التي لم تبلغ من العمر الخامسة عشرة وهي تسأل على أحد مواقع الإفتاء «هل يمكن للفتاة المسلمة ممارسة الرياضة؟ فأنا أمارس رياضة كرة السلة وكرة اليد في المدرسة!» فكانت إجابة الشيخ «مارسي الرياضة في منزلك دون اللجوء للنوادي والمدارس، حتى وإن لم يكن في هذه الأماكن اختلاط»! ثم يقول ختاما «مع أننا ننصح الأخوات بأن يصن أنفسهن ويحفظن أوقاتهن»! إن «ممارسة المرأة للرياضة» موضوع يتضمن عنوانه كلمة «امرأة» مما يدعو بالتأكيد لتدخل لجنة الإفتاء.. واستشارة الشيوخ والأئمة.. وقبول ورفض.. وحلال وحرام.. ووضع ضوابط ومقننات.. وجدير بالذكر أيضا طرح مقولة «درء المفاسد مقدم على جلب المصالح» بين السطور.. وتدخل الصحافة ومجلس الشورى وتضارب الآراء.. وتبادل أطراف الحديث بين مؤيد ومعارضين في مناظرة تتحول لمشادة كلامية على أحد البرامج الحوارية التي قد تنتهي إن تطلب الأمر بأن يأتي أحد المعارضين بدراسة تقول إن الرياضة تضر بصحة المرأة! وإن ذلك قد يجرها إلى فقدان أنوثتها التي قد تفضي إلى التبرج والتشبه بالكفار ثم خلع الحجاب.. ليصبح حال هذا الموضوع كحال الصندوق اللي ماله مفتاح والمفتاح عند الحداد والحداد يبي فلوس...! فنحن على ما يبدو لم نعد نملك القدرة على حسم الأمور بأنفسنا ولم تعد هناك أي جهة مسؤولة يمكنها حسم المسائل الجدالية التي تشتعل حروبا لا تطفئها سوى قرارات حاسمة! عزائي لهذه الفتاة وكل فتاة متخبطة أضاعت اهتماماتها وهي تنتظر مصيرها المجهول من فم شخص يختم حديثه ب«والله أعلم»!