تعد فترة الاختبارات من كل فصل دراسي حرجة للأسر، وذلك نظرا لوجود فرصة أمام الطالب يستطيع من خلالها الخروج والتجمع مع زملائه مبكرا وبعد انتهاء اختباراتهم، حيث يقوم البعض منهم بممارسة بعض السلوكيات الخاطئة ومن بينها التفحيط والمعاكسة خلال خروجهم من مدارسهم. وأكد عدد من التربويين بمكة المكرمة أن هناك سلوكيات خاطئة يمارسها بعض الطلاب غير مقبولة كالتفحيط والوقوف العشوائي في الشوارع العامة، وكذلك إلحاق الأذى بالناس سواء في الأسواق أو في الشوارع وتغيير ملامح سياراتهم أو ما يسمونه ب«التهبيط والتقطيب والتغبير» أي تزيين السيارات والدوران حول المدارس والشوارع للاستعراض بها ملقين باللائمة على نقص توعية وتوجيه الأسر لأبنائهم. يقول صلاح عبدالشكور «تربوي» إن انصراف الطلاب المبكر في أيام الاختبارات يمثل مشكلة حقيقية لها أبعاد كبيرة وخطيرة على الطلاب، مشيرا إلى أن الطلاب في هذه الفترة بالذات يجدون فراغا ومتنفسا بعد فترة المذاكرة وبذل الجهد فيحاولون ممارسة بعض التصرفات التي تفضي بهم للوقوع في حبائل الضياع وقرناء السوء لذلك نلاحظ للأسف انتشار ظاهرة التفحيط والتدخين والتسكع في الأسواق والمولات من غير داع وشيوع بعض العادات غير اللائقة من قبل بعض الطلاب. ويضيف عبدالشكور ولقد أثبتت بعض الدراسات المختصة ارتفاع معدلات الانحراف لدى الطلاب في فترة الامتحان من الجنسين ذكورا وإناثا، كما أن بعض الفتيات يجدن في بعض الأسواق والمطاعم والاستراحات ملاذا لهن للتسلية والترفيه وقضاء الأوقات التي تعقب الامتحانات ليحصل بعد ذلك ما لا يحمد عقباه. وحول السبل المعينة للتغلب على هذه المشكلة أوضح أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق أولياء الأمور «يجب على ولي أمر الطالب أن يعرف جيدا مواعيد انصراف ابنه من الاختبار ويتابعه في خروجه، كما يجب على المدارس بنين وبنات توعية أولياء الأمور بخطورة هذه الفترة وأهمية متابعتهم لأبنائهم وبناتهم». ويشير عبدالرحمن التمبكتي رائد النشاط بمدرسة أهلية بمكة المكرمة إلى أن كثيرا من طلاب المدارس بعد انتهاء كل اختبار يوميا يلجؤون للكثير من السلوكيات السلبية والخاطئة، موضحا أن مسؤولية التوعية والتوجيه لا تقع على عاتق التربويين والمعلمين ومديري المدارس فقط بل يجب على أولياء الأمور متابعة أبنائهم في هذه الفترة بالذات وإرشادهم لمخاطر هذه السلوكيات «المسؤولية تمتد أيضا إلى الطالب باعتباره المحور الأساسي، وسبب انتشار هذه السلوكيات هي وجود وقت فراغ كبير بعد الاختبارات حتى العودة إلى المنزل، إضافة إلى عدم تهيئة الطلاب وأولياء أمورهم لهذا الوضع من قبل المدرسة ودور رفقاء السوء في تهيئة الظروف لهذه الانحرافات وعدم وعي هؤلاء الطلاب بأهمية الوقت واستغلاله ورغبتهم في الخروج من هموم الامتحانات بممارسة هذه السلوكيات السلبية». من جهته، يقول الناطق الإعلامي بإدارة مرور العاصمة المقدسة الرائد فوزي الأنصاري إن هناك تواجدا مروريا عند المدارس وكذلك دوريات المرور السري التي ترصد الملاحظات والحالات، موضحا أن ظاهرة التفحيط انخفضت بشكل عام وذلك نتيجة الوعي لدى الأسر بمتابعة الأبناء ثم الإجراءات التي يتم بموجبها معاقبة المخالفين.