افتتح الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة مؤسسة خالد بن سلطان للمحافظة على الحياة في المحيطات، مساء، أمس، الندوة العالمية للمحافظة على الشعاب المرجانية في البحر الأحمر التي تنظمها المؤسسة في محافظة جدة وتستمر ثلاثة أيام. وأبرز رئيس مجلس إدارة مؤسسة خالد بن سلطان للمحافظة على الحياة في المحيطات - خلال كلمته التي ألقاها في الندوة - ما حققته المؤسسة خلال عقد من الزمن من إنجازات أبرزها ما قامت به من مسح بحري لما يزيد على نصف مليون هكتار في مستوى العالم «خمسة مليارات متر مربع» الذي ساعد العلماء والمهتمين بالشؤون البحرية على معرفة كنوز تلك المناطق واكتشاف شعاب مرجانية جديدة، إضافة إلى تتبع أثر معالجة البيئة البحرية على استرداد تلك الشعاب لعافيتها. ولفت إلى الدراسات المكثفة التي قامت بها المؤسسة على المياه الإقليمية السعودية من البحر الأحمر بالتعاون مع مختلف الهيئات الوطنية مما أثمر عن أول أطلس بحري عن المملكة. ونوه نائب وزير الدفاع بدور المؤسسة في الجانبين التعليمي والتدريبي واستقطاب عدد من حملة البكالوريوس وتعهدتهم بالرعاية العلمية والبحثية. وتناول الشفرة الوراثية لعدد من الأحياء المائية التي أمكن حلها بما يعد اكتشافا يساعد العلماء على معرفة دقائق تلك المخلوقات وكيف تقي نفسها من الجراثيم الفتاكة مما يساعد على تنميتها معمليا ثم إعادتها إلى الطبيعة والتعرف على الطفرات الوراثية، التي جعلت بعض الشعاب المرجانية أكثر عرضة للأمراض، داعيا إلى الاهتمام بمعرفة هذه الأمراض وسبل علاجها. وأشاد الأمير خالد بن سلطان بإنشاء جمعية علمية بحرية، راجيا أن تحقق ما حدده نظامها من أهداف وأنشطة، إلى جانب تقديم ما يرتقي للإنسان ثقافة وصحة وسلوكا، وأن يهتم القائمون على شؤونها بنشر ثقافة علوم البحار وكنوزها وكيفية تنميتها، وأن تصبح منارة لتعريف الناس بالبحار والمحيطات وحثهم على استكشافها واستخراج كنوزها. وحث رئيس مجلس إدارة مؤسسة خالد بن سلطان للمحافظة على الحياة في المحيطات الجميع على المحافظة على البيئة والاستفادة من خيراتها لمصلحة تلك البيئة، داعيا إلى الاهتمام بالتوازن بين مكونات البيئة البحرية وخصوصا الحياة المهددة بالانقراض والفناء. وكان مدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أسامة بن صادق طيب، قال في كلمة تناول خلالها دور الجامعة البحثي والعلمي في مجال علوم البحار، مبينا أن الحفاظ على البيئة واجب ديني وأخلاقي مشيدا بمبادرة المملكة برعاية خطط إستراتيجية واضحة في هذا الجانب مستدلا على ذلك بتصدي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله- لرعاية هذا المجال حتى استحق بكل جدارة رجل البيئة الأول في المملكة، واهتمام المملكة بتنمية الكوادر في نفس المجال. وتطرق إلى ما قامت به كلية علوم البحار في الجامعة من جهود علمية مختلفة مما أثمر عن إنجاز ما يقارب من 320 بحثا وأكثر من 120 مشروعا علميا، و20 اتفاقية تعاون ومذكرة تفاهم محليا وعالميا، و15 رحلة على السفن العلمية البحثية، و30 لقاء علميا، وتوجت جهودها بالحصول على جائزة أفضل مؤسسة تعليمية تخدم البيئة في دول مجلس التعاون.