أطلق صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع، رئيس مجلس إدارة مؤسسة خالد بن سلطان للمحافظة على الحياة في المحيطات البارحة، الجمعية السعودية لعلوم البحار والموقع الإلكتروني المصاحب له وكرسي الأمير خالد بن سلطان للبيئة الساحلية الذي يعد أول كرسي في مجال المحافظة على البيئة الساحلية بتمويل سموه ورصد الميزانية الخاصة به التي بلغت ثلاثة ملايين ريال. جاء ذلك خلال إطلاقه أنشطة الندوة العالمية للمحافظة على الشعاب المرجانية في البحر الأحمر في فندق بارك حياة في جدة. وسجل الأمير خالد بن سلطان شكره وتقديره للجهات العالمية والسعودية المشاركة في الندوة، وعلى رأسهم جامعة الملك عبدالعزيز وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، منوها برؤية خادم الحرمين الشريفين الثاقبة في أن العلم والتقنية وحرية البحث واستغلال الموارد والطاقات هي من أهم عناصر بناء الدولة الحديثة، مستشهدا بمقولة مؤسس دولتنا الحديثة الملك عبدالعزيز «أن أمة بلا تعليم هي أمة في خطر». واضاف «إن أبرز الإنجازات التي تحققت للمؤسسة هو المسح البحري لما يزيد على نصف مليون هكتار في مستوى العالم (أي خمسة مليارات متر مربع) والذي من طريقه يتمكن العلماء والمهتمون بالشؤون البحرية من معرفة كنوز تلك المناطق واكتشاف شعاب مرجانية جديدة، وتتبع أثر معالجة البيئة البحرية على استرداد تلك الشعاب لعافيتها، وما يدل على حرص العاملين في مؤسستنا هذه الدراسات المكثفة التي أجريت على المنطقة السعودية من البحر الأحمر بالتعاون مع مختلف الهيئات السعودية الجادة، فكان ثمرتها أول أطلس بحري عن المملكة، فضلا عن أن القطع البحرية للمؤسسة وعلماءها تجوب البحار بهدف المسح الشامل للشعاب المرجانية وهو أكبر مسح يحدث في التاريخ، وستكون له نتائج إيجابية تنتفع منها الإنسانية الجمعاء، وما يزيد من اعتزازي بتلك الإنجازات أن المؤسسة لم تغفل التعليم والتدريب وتبنت عددا من حملة البكالوريوس وتعهدتهم بالرعاية العلمية والبحثية». وأشار الأمير خالد بن سلطان إلى أن الشفرة الوراثية لعدد من الأحياء المائية أمكن حلها الآن وهو ما لا شك فيه اكتشاف يعين العلماء على معرفة دقائق تلك المخلوقات وكيف تقي نفسها من الجراثيم الفتاكة، وهذا ما يساعد على تنميتها معمليا ثم إعادتها إلى الطبيعة، كما أمكن التعرف إلى الطفرات الوراثية التي جعلت بعض الشعاب المرجانية أكثر عرضة للأمراض، لذا أدعوكم إلى الاهتمام بمعرفة هذه الأمراض وسبل علاجها، خاصة أن التقدم الكبير في أجهزة الاستشعار عن بعد لم يعد وقفا على قياس الحجم والتركيب الخارجي بل تعداه إلى معرفة المكونات الداخلية للشعبة الواحدة، ما يصنف كأحدث الطرق لقياس صحة الشعاب، وهذا ما تتبناه المؤسسة وتعمل على الاستفادة منه. واستطرد الأمير خالد بن سلطان في كلمته «إن الإحصاءات العلمية لا تكذب ولا تتجمل، فهي كما تزودنا بالمؤشرات تدق أجراس الإنذار، ومن ذلك ما أعلنه الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة أن العالم فقد حتى الآن نحو خمس شعابه المرجانية، وأن التغير المناخي ليس العامل الوحيد وراء موت هذه الشعاب، إذ يشكل التلوث والصيد المفرط للأسماك في بعض الدول مصدرين لموت تلك الشعاب، ويحذر العلماء من أن تدميرها قد يهدد حياة نحو 500 مليون شخص يعتمدون عليها في حياتهم، وأن ما تبقى منها قد يختفي بحلول 2050 إذا استمرت عوامل تدميرها وذلك من أهم التحديات التي تواجه مؤسستنا. وخلص الأمير خالد بن سلطان إلى القول «ولمواجهة هذه التحديات يسعدني أن نحتفل معا بعرس علمي تطوعي جديد وهو ولادة جمعية علمية بحرية، وتدشين كرسي للمحافظة على البيئة البحرية الساحلية ليكون إضافة إلى الجهود المبذولة نحو بحار نظيفة وبيئة ساحلية غير ملوثة. أما مدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أسامة طيب فأثنى في كلمته على جهود الأمير خالد بن سلطان ورعايته لهذه الندوة وتبنيه كرسي المحافظة على البيئة الساحلية والجمعية السعودية للبيئة البحرية، مؤكدا أن البيئة البحرية تمثل ثروة غالية يجب المحافظة عليها وصون مواردها. وتحدث وكيل جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية الدكتور ستيفان كاتسياس عن دور جامعة الملك عبدالله في أبحاث علوم البحار، منوها بجهود خادم الحرمين الشريفين في رعاية البحث العلمي. فيما قدم المدير التنفيذي الكابتن فيليب رينولد عرضا عن مؤسسة خالد بن سلطان للمحافظة على الحياة في المحيطات وإنجازاتها خلال السنوات العشر الماضية، وتحدث كبير علماء المؤسسة البروفيسور محمد فيصل عبدالكريم الأستاذ في جامعة ميتشجن عن الأخطار التي تواجه البيئة البحرية ومواردها الطبيعية، لافتا إلى الأخطار المحدقة بالإنسانية التي تستدعي بذل الجهود لتلافي هذه الأخطار على كافة المستويات حتى يمكن للعالم أن يتخطى ما يترتب على هذه الأخطار.