قبل 24 ساعة من طي عام 2011 صفحاته الاقتصادية، اتفقت غالبية التوقعات المالية حول نتائج الربع الرابع للشركات السعودية، وأنها ستكون «إيجابية للغاية» مدعومة بالتوقعات الاقتصادية المستقبلية القوية للمملكة بعد إعلان موازنة 2012، وتوقع تقرير لشركة الراجحي المالية أن تحقق شركات البتروكيماويات نموا جيدا للربع مقارنة بنفس الربع من العام السابق في الإيرادات وصافي الربح على حد سواء، وإن يكن أقل من نتائج الأرباع السابقة بسبب انخفاض أسعار المنتجات. ولفتت إلى أن الانخفاض الحاد في أسعار المنتجات خلال الأسابيع القليلة الماضية ربما يؤدي إلى مزيد من الانخفاض في صافي الأرباح، خاصة لشركات البتروكيماويات الصرفة، مثل سبكيم وينساب. وبالنسبة لقطاع الاتصالات، توقعت «الراجحي» ارتفاع أرباحها بشكل قياسي كون موسم الحج الماضي دعم نتائج جميع الشركات، وعلى وجه الخصوص شركتا موبايلي وزين، اللتين كانتا نشطتين بشكل ملحوظ في تقديم عروض التخفيضات خلال هذا الموسم. ويتوقع على الأرجح أن تعلن «موبايلي» عن تحقيق نمو قوي في الإيرادات، ولكن مع أرباح متوسطة بسبب الهوامش المنخفضة، وبالنسبة لشركة «الاتصالات السعودية». وتوقع التقرير تحقيقها لنتائج ممتازة، أفضل من نتائجها للربع الأخير، كما توقع أن تحقق شركة «زين السعودية» نتائج تشغيلية جيدة غير أن ديونها العالية سيكون لها تأثير سلبي في صافي أرباحها. ومن المرجح أن تكون نتائج قطاع المنتجات الغذائية متباينة، وأن يكون أداء صافولا وهرفي جيدا، ورفعت «الراجحي» توقعاتها لأرباح صافولا بمقدار 77 مليون ريال نتيجة للأرباح الرأسمالية. أما بالنسبة للمراعي، فسوف تتأثر الأرباح الصافية سلبيا بسبب الخسائر الناجمة عن استثماراتها في شركة زين. وأشار التقرير إلى رفع تقديرات هذه الخسارة من 129 مليون ريال إلى 156 مليون ريال نظرا لتسجيل سهم زين لمزيد من الانخفاض في سعره في الآونة الأخيرة. أما فيما يتعلق بقطاع التجزئة، فترى «الراجحي المالية» أن شركات التجزئة سوف تستمر في تقديم النتائج المميزة مدعومة بالعوامل السكانية المواتية وإنفاق المستهلكين. وفي سياق متصل، توقع التقرير تحقيق شركة معادن نموا قويا في الإيرادات مدعومة ببدء الإنتاج في مشروع الفوسفات الخاص بها، غير أن مدفوعات الزكاة المرتفعة في الربع الرابع يمكن أن تؤدي إلى خفض صافي الأرباح. أما بالنسبة لشركة الخزف السعودية، فيعتقد معدو التقرير أن تظهر نتائج الشركة نموا جيدا في جانبي الإيرادات وصافي الأرباح على حد سواء في الربع الرابع. وعن انعكاسات نتائج الربع الرابع على أداء سوق الأسهم رأى كثير من المحللين أن الموازنة الجديدة ستكون عاملا محفزا لأكبر لسوق الأسهم في ظل توقعات بإنفاق حكومي سخي، لاسيما على مشروعات البنية الأساسية والإسكان، مما سيدعم شركات وقطاعات كثيرة في السوق. وتوقع المحلل المالي والاستراتيجي يوسف قسنطيني أن تلعب عوامل أخرى من بينها قرب الإعلان عن النتائج المالية للشركات وتحسن الأسواق العالمية مع محاولات علاج المشاكل الكثيرة المتعلقة بالتضخم والبطالة والديون السيادية وتخفيض التصنيف الائتماني السيادي الى تحسين أداء السوق السعودية خلال العام الجديد. وأكد قسنطيني أن لدى الشركات السعودية قوائم مالية قوية وغير مكبلة بالديون، كما أن أسعار الأسهم في السوق جذابة. وفيما يتعلق بالتحليل الفني للمؤشر، قال قسنطيني إن القمم الحديثة تحقق قيما أعلى من القمم السابقة والقيعان تحقق قيما أعلى من القيعان السابقة «وهذا أحد تعريفات المسار التصاعدي». وربط بين توقعات السماح للمستثمرين الأجانب بالاستثمار بصورة مباشرة في السوق السعودية وبين انتعاش حركة التداول، وتوقع أن تكون محفزا للسوق على المدى المتوسط، موضحا أن المؤشرات الفنية تدل على مسار تصاعدي لسوق الأسهم خلال العام الجديد .