«خريجو وخريجات الكليات الصحية»، من أنتم؟ حتى وأنتم تستدينون أكثر من 50 ألف ريال لأجل نيل شهادة دبلوم صحي، فمن أنتم؟ حتى وأنتم تحاولون اختيار معهد معتمد من المؤسسة العامة للتعليم الفني المهني، فمن أنتم؟ حتى ولو أقسمتم أن معاهدكم تلك تحت إشراف الهيئة السعودية للتخصصات الطبية، فالسؤال ذاته سيكون لكم بالمرصاد، من أنتم؟ من أنتم أيا كانت آمالكم في كسب لقمة عيش حلال؟ من أنتم، أيا كانت طموحاتكم في تقديم شيء لوطنكم والمساهمة في خدمة مجتمعكم فمن أنتم؟. «معلمو ومعلمات المدارس الأهلية»، وأنتم أيضا من أنتم؟ صحيح أنكم تحملون درجة البكالوريوس من جامعات الداخل المعتمدة، لكن أيضا من أنتم؟ صحيح أن مسمى وظيفتكم هي «معلم» عند توقيع العقد إلا أنها تتحول في أحيان كثيرة ل«مربي أطفال» ولأخرى ل«كهربائي» ولثالثة ل«فني تكييف» وفي رابعة ل«مخرج مسرحي» يعمل حتى ال12 من منتصف الليل! إلا أن السؤال الذي لا يجد آذانا صاغية هو «من أنتم»؟ يتردد السؤال نفسه وأنتم في طابور الرواتب آخر كل شهر التي لا يزيد أكثرها عن 2000 ريال، فمن أنتم؟. «مقدم على منحة أرض»، أما أنت فتستحق أن تقف أمامك فرقة شعبية لتصرخ في وجهك بلحن نشاز «من أنت»؟. وتصرخ مرة أخرى «من أنت»؟ رغم تقدمك لطلب منحة الأرض قبل 20 عاما، ستزيد في صراخها كلما ذكرتها بأنك تحتفل بذكرى سكنك ال15 في شقتك التي ما عادت صالحة لتوزيع أبنائك على غرفها الثلاثة! ثم تحيي باقي تلك الليلة ب«من أنت»؟ حين تذكرها أن صاحب المسكن أضحى يشاركك نصف مرتبك بالتمام والكمال، ف«من أنت؟ ومن أنتم؟».