من المبشرات بالخير والصحوة ما كان من مجلس الشورى أخيرا بالتعليق على تقرير وزارة التربية والتعليم واستدعاء وزيرها لمناقشة التقرير الذي اعتبر من جانب أعضاء المجلس أنه لا يتناسب مع وزارة كوزارة التربية والتعليم، والغريب في خبر الاستدعاء ما قاله أحد الأعضاء إن التقرير كان متراجعا عن تقارير الوزارة بالسنوات الماضية في حين أن المواطنين ما زالوا لا يرون اختلافا فيما تقدمه الوزارة. من هنا أكرر ما أعتقده دائما أن التعليم في السعودية مهيأ جدا ليكون الأفضل بالعالم كله، وأنه بإمكاننا التفوق على التعليم الخاص والأجنبي أيضا، فالميزانية مطلع كل سنة تهب للوزارة مبلغا ضخما يمكنها بكل يسر أن تعدل أوضاع التعليم، أيضا لدينا الكثير من التابعين للجهة التعليمية غير راضين أبدا عن مستوى التعليم وآليته، أضف إلى ذلك الآباء والأمهات الذين تكون أول أمنية لأبنائهم أن يلحقوهم بأفضل المدارس وأجودها تعليما. ولا يخفى على أحد نواقص هذه الجهة ابتداء مع انعدام وسائل الأمن والسلامة التي آخر ما قدمته لنا حريق براعم جدة ومدرسة العريجاء بالرياض، وقلة جاهزية المباني لممارسة التعليم تحت جدرانها، ومعاناة المعلمين والمعلمات الذين قد يصل بهم الحال للصرف من رواتبهم لصيانة أو جلب أجهزة ووسائل تعليمية، والمماطلة بتطبيق الأمر الملكي تجاه التثبيت والرواتب، وصدقوني لا ننتهي مما تفتقده الوزارة! وزارة التربية والتعليم أشد ما تكون بحاجة هو نقلة فكرية في كوادرها، تستطيع أن تلامس حاجات المعلم والطالب، تستطيع وضع خطة «لا تشبه الخطط المعتادة منها» ذات أهداف واضحة لتخريج طالب متعلم منتج مبتكر وليس الاكتفاء فقط بهم تخريجه وتفريغ مجال آخر لتخريج طالب لا يختلف عن سابقه إلا بدرجات زائدة، فالثقافة الفكرية البسيطة في التعليم يجب أن يقضى عليها وعلى من يؤمن بها حتى لا يتسبب بجعل مستقبل أبنائنا في الغد عاديا جدا! الأمل بنقاش تقرير الوزارة أن يحمل نتائج مرضية لتأسيس آلية ممتازة لتعليم هذا العام تبنى عليها نجاحات الأعوام التالية بإذن الله.