تبنى قادة دول مجلس التعاون الخليجي في ختام اجتماعات الدورة ال32 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي في قصر الدرعية بالرياض أمس دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتجاوز مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد لتشكل دول المجلس كيانا واحدا يحقق الخير ويدفع الشر استجابة لتطلعات مواطني دول المجلس ومواجهة التحديات التي تواجهها، وتسريع مسيرة التطوير والإصلاح الشامل داخل دولهم بما يحقق المزيد من المشاركة لجميع المواطنين والمواطنات ويفتح آفاق المستقبل الرحب مع الحفاظ على الأمن والاستقرار وتماسك النسيج الوطني والرفاه الاجتماعي. ووجهوا، إيمانا منهم، بأهمية هذا المقترح وأثره الإيجابي على شعوب المنطقة وتمشيا مع ما نصت عليه المادة الرابعة من النظام الأساسي لمجلس التعاون بشأن تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين وصولا إلى وحدتها، وبعد تبادل الآراء في المقترح بتشكيل هيئة متخصصة يتم اختيارها من قبل الدول الأعضاء بواقع ثلاثة أعضاء لكل دولة، يوكل إليها دراسة المقترحات من كل جوانبها في ضوء الآراء التي تم تبادلها بين القادة، وتكون اجتماعات الهيئة بمقر الأمانة العامة، ويتم توفير كل ما تتطلبه من إمكانيات إدارية وفنية ومالية من قبل الأمانة العامة. وتقوم الدول الأعضاء بتسمية ممثليها في موعد أقصاه الأول من فبراير المقبل، وتقدم الهيئة تقريرا أوليا في مارس المقبل إلى المجلس الوزاري في دورته الأولى للعام المقبل لرفعها لقادة دول مجلس التعاون وترفع الهيئة توصياتها النهائية إلى اللقاء التشاوري ال14 لقادة دول مجلس التعاون. وأكد قادة المجلس في «إعلان الرياض» الذي صدر أمس عقب اختتام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وقادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لاجتماعات الدورة ال32 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي في قصر الدرعية بالرياض أمس إدراكهم إلى ما تواجهه دول المجلس من متغيرات وتحديات ومخاطر تهدد إعادة رسم الأوضاع في المنطقة وتستهدف الروابط التي تجمعها ثم يستدعي ربط الصفوف وتوحيد الرؤى وحشد الطاقات المشتركة، مشددين على التزامهم الكامل بالجدية والمصداقية في سبيل تحقيق الأهداف التي جاءت بالنظام الأساسي للمجلس، ومنها تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين دول الأعضاء في جميع الميادين وصولا إلى وحدتها، وإذ يواكبون تطلعات شعوبهم نحو تسريع وتيرة العمل المشترك وترسيخ مفهوم الهوية العربية والإسلامية لدول مجلس التعاون وتحقيق المزيد من الترابط والوحدة والمنعة والرفاه، معلنين تصميمهم على تعزيز وتوثيق دور مواطني دول المجلس في سبيل تحقيق مستقبل مشرق يلبي طموحات الأجيال الصاعدة وينمي طاقاتهم وقدراتهم الإبداعية، وتحسين الجبهة الداخلية وترسيخ الوحدة الوطنية استنادا إلى المساواة بين جميع المواطنين والمواطنات أمام القانون وفي الحقوق والواجبات والتصدي للمحاولات الخارجية من جهات مأزومة تحاول تصدير أزماتها الداخلية عبر إثارة الفتنة والانقسام والتحريض الطائفي والمذهبي، والعمل الجاد لتحقيق أعلى درجات التكامل الاقتصادي بين دول المجلس وتجاوز العوائق التي تعترض مسيرة الإنجاز للاتحاد الجمركي والوحدة النقدية والسوق المشتركة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتطوير التعاون الدفاعي والأمني بما يكفل التصدي بسرعة وفعالية بشكل جماعي وموحد لأية مخاطر أو طوارئ، وتفعيل دبلوماسية مجلس التعاون لدول الخليج العربية لخدمة القضايا الوطنية والعربية والإسلامية والتواصل الجماعي الموحد مع جميع القوى الإقليمية والدولية وصون المصالح المشتركة لدول المجلس في جميع المحافل الدولية، وتعميق الانتماء المشترك لشباب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتحسين هويته وحماية مكتسباته عبر تكثيف التواصل والتعاون والتقارب بينهم وتوظيف الأنشطة التعليمية والإعلامية والثقافية والرياضية والكشفية لخدمة هذا الهدف، على أن تقوم الأمانة العامة لدول مجلس التعاون للمتابعة والرفع بذلك للمجلس الأعلى. وأعرب ملك البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة في كلمته التي ألقاها خلال الاجتماع، عن مشاعر الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وحكومته الموقرة والشعب السعودي على كرم الضيافة وبالغ الحفاوة على جميع المستويات، وكذلك على إدارته الحكيمة لأعمال قمة الرياض 2011 واجتماعات المجلس مما كان له أطيب الأثر فيما توصلوا إليه من نتائج نحو التعاون والاتحاد، مباركا لما ورد في خطاب خادم الحرمين الشريفين بشأن الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، مضيفا أن مملكة البحرين ستقوم بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه من خطوات بهذا الشأن. وأضاف «باسمنا وباسم شعب مملكة البحرين نتشرف بدعوتكم لقمة البحرين القادمة 2012 لتحقيق المزيد مما تطمح له شعوبنا لمستقبل زاهر». بعد ذلك أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رئيس الدورة ال32 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية انتهاء الجلسة الختامية وأعمال الدورة قائلا «إخواني أشكركم وأتمنى لكم التوفيق بالدورة القادمة في مملكة البحرين الشقيقة، وأعلن عن انتهاء أعمال الدورة الحالية، وشكرا لكم». حضر الجلسة الختامية أعضاء الوفد الرسمي للمملكة الذي يضم رئيس هيئة البيعة الأمير مشعل بن عبدالعزيز، والأمير متعب بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، ووزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، ورئيس الاستخبارات العامة الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر، ووزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة. كما حضرها الأمراء، والوزراء وأعضاء الوفود الرسمية المرافقة لقادة دول مجلس التعاون ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدون لدى المملكة وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز استقبل في قصر الدرعية أمس قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية المشاركين في أعمال الدورة ال32 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وملك مملكة البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وسلطان عمان السلطان قابوس بن سعيد، وأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. حضر الاستقبال، رئيس هيئة البيعة الأمير مشعل بن عبدالعزيز، والأمير متعب بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، ووزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ورئيس الاستخبارات العامة الأمير مقرن بن عبدالعزيز، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني. بعد ذلك عقد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وقادة ورؤساء وفود دول المجلس جلسة عمل مغلقة في إطار أعمال الدورة ال32 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية