أكد الممثل والمنتج حسن عسيري أن أهم معوقات الإنتاج التليفزيوني تتمثل في إشكالية الاعتراف الرسمي بالعمل الإنتاجي والفني، حيث يعاني قطاع الفن والإنتاج في المملكة من عدة مشكلات بسبب عدم توافر الاعتراف به، ويعني أن الدولة لا تعترف رسميا بما يخص الكثير من الفنون، إضافة إلى الضبابية حول أنظمة وإجراءات تأشيرات الزيارة للعنصر غير السعودي الذين يتم الاستعانة بهم لإنجاز العمل في ظل عدم توافر كوادر سعودية تغطي أغلب الاحتياجات الإنتاجية. وأوضح عسيري أن قطاع الفنون ينقصه الاعتراف الجاد الذي يتجاوز الورق والخطابات والتصريحات الرسمية نحو تنظيم هذه الصناعة القائمة حتى الآن بجهود فردية، ومشاريع خاصة، حيث لا يوجد من ينظمها أو يقوي علاقاتها، ويلبي احتياجاتها. وقال: «نفتقد عدم وجود جهة رسمية تمثل الفن أو الفنانين أو الفنيين كنقابة أو رابطة تعمل على حفظ الحقوق، وتكون وسيطا ملزما بين الفنان أو الفني وجهات الإنتاج، ولا يوجد غير جمعية المنتجين والموزعين السعوديين على الرغم من صعوبة ما تعنيه، إلا أنها تكافح لتصل بالإنتاج السعودي نحو متطلباته». وتابع: «عدم الاعتراف بالمهن العاملة في الإنتاج كمهن رسمية، ولذا فإنه من الصعب أن تسجل مهنتك، مخرج وممثل ومنتج أو فني تصوير وإضاءة، في أي من أوراقك الرسمية، وكذلك صعوبة الاستقدام للكوادر المطلوبة نظرا لاشتراط نسبة سعودة طبقا لنظام نطاقات 16 % لشركات ومؤسسات الإنتاج». وأوضح حسن عسيري أن من ضمن المعوقات إغفال الفنون في البرامج التعليمية، ويتمثل في أنه ليس هناك ثقافة تعزيز القيمة الفنية في المدارس الحكومية، بحيث عدد كبير من المدارس لا يوجد فيها مسرح مدرسي يحفز المواهب، وإن كان موجودا فالاهتمام به ثانوي. وأبان عسيري أن من إغفال الفنون في البرامج التعليمية عدم وجود تخصص في الجامعات لدراسة التمثيل والإخراج، إضافة إلى غياب المعاهد التدريبية للمهن المؤازرة للإنتاج كالديكور والإضاءة والتصوير والمونتاج. وأضاف: «الدولة لا تخصص قسطا من مجمل منحها السنوية التي يبلغ عددها نحو 130 ألف منحة، أي منحة لدراسة الفنون أو الإعلام أو الإنتاج التليفزيوني أو أي مهنة أخرى يتطلبها قطاع الإنتاج. وقال: «ومن المعوقات، غياب الدعم المادي والمعنوي واللوجستي حيث لا يتوافر في القطاع العام بنية تحتية تخدم الإنتاج التليفزيوني من استوديوهات أو آلات تصوير وغيرها، وصعوبة الحصول على تراخيص وإذن للتصوير في كثير من المواقع، وعدم توفر الوعي عند الكثير من المسؤولين عن أهمية ودور الإنتاج التليفزيوني، وصعوبة توفير ما يتطلبه الإنتاج بسبب البيروقراطية المفرطة في القطاع العام والهيئات الحكومية». وتابع: «محدودية الدعم المادي للأعمال الدرامية السعودية، وصعوبة تحصيل هذا الدعم في حال تم صرف، وعدم شراء الأعمال السعودية بأسعار تشجيعية، وعدم وضع آلية دعم للمنتج المحلي تساعده على الارتقاء بمستوى الفنان والفن السعودي». ولفت عسيري إلى أن من المعوقات حساسية المجتمع والهوية الوطنية، حيث هناك اعتقاد سائد بحرمة الفن، وحرمة التعامل معه والعمل فيه، الأمر الذي يجعل من مهمة الإنتاج مهمة عسيرة جدا، مشيرا إلى أن المجتمع السعودي يتحسس من النقد، ومن الحديث عن العيوب على نحو أكبر من أي مجتمع آخر في المنطقة. وتطرق حسن عسيري إلى فوائد الإنتاج التليفزيوني، حيث بدوره أكد أن أكثر من دولة تعتمد على الإنتاج الفني والإعلامي في نشر ثقافتها وسياستها وأفكارها، ودينها ومبادئها الحضارية، وكذلك يساعد في توعية المجتمع وتقويم بعض السلوكيات الخاطئة فيه. وأشار عسيري إلى الإنتاج يساعد في العائد المادي الجيد الذي قد يعود على الدولة من تعزيز قاع الإنتاج وإمكانية استثماره في القضاء على البطالة، مؤكدا أن الإنتاج يشكل شأنه شأن باقي الفنون الهوية الوطنية وشكلها وأبعادها في ظل الانجراف نحو العولمة. وأضاف: «الإنتاج قادر على نقل الهوية السعودية من موقعها كطرف من الأطراف إلى موقع مركزي» .