كل شخص في هذه الحياة.. يبحث عن استقلالية شخصيته.. وتشكيل تصوراته وقناعاته الخاصة بمنأى عن وصاية الفكر.. وفي الوسط الرياضي يستغل الكثير من أصحاب الحضور المتكرر في الوسائل الإعلامية.. افتقاد الجماهير الرياضية الشابة لأرضية قوية لمواجهة موجات التضليل.. وعدم امتلاكهم ثقافة تستند إلى أسس متينة.. الأمر الذي يجعلهم مستهدفين على الدوام من قبل أصحاب المصالح والعلاقات.. فعندما يخرج شخص ما على الفضاء سواء كان كاتبا أو إعلاميا أو محللا حصريا.. يسعى بكل ما أوتي من قوة.. للتأثير على المتلقي البسيط واستمالة فكره.. فهو يعلم تمام العلم أن هؤلاء هم الشريحة المستهدفة من خروجه الفضائي.. وبالتالي لا بد أن يسير في اتجاه مواز لهذه الأهداف غير المعلنة.. ومن الممكن بنهاية الحلقة أن يكون قد نجح في كسب ثقة الكثير من الجماهير البسيطة التي أغلبها لا تملك موقفا ثابتا ولم تتشكل رؤيتها الناضجة للحياة بعد.. وفي المقابل فإن الشخصية الإعلامية المتزنة والهادئة وصاحبة الهم الإصلاحي.. أصبحت نادرة الوجود ولا تحظى بترحيب بالغ من قبل الكثير من أصحاب المنابر الإعلامية.. وهو الأمر الذي يجب أن تعيه الجماهير الرياضية جيدا.. فمسلسلات «الهلال والتحكيم».. إلخ، للضحك على الجماهير.. يجب أن تنتهي.. وتدرك هذه الجماهير حقيقة اللعبة السرمدية.. فالمشجع.. المتابع.. عليه أن يكتفي بنظرته الخاصة للمشاهد.. وأن يسعى لتنمية الحس النقدي داخله.. حتى يستطيع أن يكشف خفايا الأمور.. فالمسألة بسيطة جدا.. ولا تستدعي أن تنتظر حتى الساعة الواحدة فجرا لتسمع ماذا يقول فلان وعلان عن هذا الموقف.. حتى تتبناها وتتقمصها حرفيا.. فأنت بذلك أذبت شخصيتك بكل سذاجة.. وأصبحت تابعا لا متبوعا.. هذه هي المعادلة الحقيقية التي يجب أن يعيها المتلقي الرياضي البسيط.. فالمستقبل الحافل والمشرق لرياضتنا بإذن الله لا يتطلب مزيدا من البساطة.. فإذا كنا نسعى نحو التقدم والرقي.. فعلينا أن نعد أنفسنا بشكل قوي للارتقاء بالفكر.. لتكون الشرائح المستهدفة من كل مشاريعنا الرياضية والإعلامية.. شرائح واعية وناضجة.. وهذا لا يتأتى إلا بتكريس النماذج الإعلامية المميزة.. وإقصاء المهترئين فكريا عن الفضاء..!