تابعت بعد العودة من كوالالمبور بعد إجراء قرعة دوري أبطال آسيا بعض الآراء التي تحدثت عن الاحتجاج الهلالي على ما حدث في القرعة وخصوصا عندما تم سحب اسم فريق الهلال ووضعه في المجموعة الرابعة بقرار شخصي من المدير الفني للاتحاد الآسيوي الياباني كوازاكي.. والحقيقة أن معظم الآراء التي تابعتها للأسف تعبر عن نظرة قاصرة. فمنهم من قال لماذا الاحتجاج على القرعة وآخر يتحدث عن المندوب وماذا يجب عليه أن يفعل أكثر من حديثه عن الحدث نفسه الذي شاهده الجميع على الهواء مباشرة والذي بموجبه تم التعدي على نتيجة القرعة وتجاوز ما أفرزته لأسباب واهية... ولتوضيح الموقف أقول إن الهلال لم يحتج على القرعة وإنما احتج على عدم احترام القرعة وطالب بالتمسك بالآلية المعتمدة وعدم التدخل في نتيجتها، وهذا مخالف تماما لكل الآراء التي تحدثت عن الموضوع والتي كشفت ثقافة وعدم فهم أصحابها وعدم إلمامهم بما يرونه ويشاهدونه أمامهم، فالهلال مثله مثل كل الفرق حضر احتراما للقرعة ومستعد بتقبل نتيجتها مهما كانت، والفريق الذي يسعى للفوز باللقب لا يهمه من يقابل ولا أين يلعب وإنما يهتم بالنظم واللوائح وعدالة المنافسة والفرص أمام الجميع، وهذا ما لم يحدث بكل أسف في قرعة كوازاكي.. فالسيد كوازاكي هو من يضع الأسماء في الكرات وهو من يختار الفرق بنفسه ويحدد المجموعات ويفعل ما يريد وبالطريقة التي يريدها دون احترام للشفافية والوضوح والبعد عن التأويلات.. ولذلك فقد غير بكل بساطة موقع الهلال في المجموعات دونما خجل. أما المآخذ التي لدينا على القرعة فهي أكثر من أن تحصى.. فلا وجود للمستويات التي تفرق بين بطل الدوري وصاحب المركز الرابع في بلاده، والفرق كلها سواسية وتعامل كدول وليس كأبطال، وهذا يبرر كيف لعب الهلال الموسم الماضي مع أبطال الدوري في بلدانهم: ساباهان والغرافة والجزيرة، في حين حملت مجموعات أخرى أصحاب المركزين الرابع والثالث، وهكذا فلا يوجد توازن في مستويات الفرق أو اعتبار لمراكزها في بلدانها.. وبالتأكيد فإن من ينتظر تغييرا في القرعة نقول له نحن لا نتوقع ذلك لكننا سنسعى لتغيير آلية القرعة وجعلها أكثر شفافية ومطابقة لما يحدث في المسابقات الدولية؛ حيث السحب على المجموعات والدول والفرق، وبعيدا عن التدخل الشخصي لأي كائن من كان. أعتقد أن المطالبة بالحق والوضوح والشفافية أمر مستحق لكل من يشارك في البطولة، فالأندية هي الأساس وهي صاحبة الشأن.. أما من يتحدثون عما لا يدركون فهم أحد الأسباب الرئيسية لتشويه الوسط الرياضي وتجهيله، وللمعلومية حين نتحدث عن ضعف الممثلين السعوديين في المناسبات الخارجية والمنظمات الدولية فإن هذا يعني أن نقدم النموذج الصحيح لما نطالب به وإلا أصبحنا كمن ينهى عن فعل ويأتي مثله.