يرفع فريق ريال مدريد الأول لكرة القدم شعار الثأر في وجه غريمه التقليدي برشلونة قبل اللقاء المرتقب بينهما اليوم في الجولة ال16 من منافسات الدوري الإسباني، لكونه ودع الموسم الماضي في منافسات دوري أبطال أوروبا على يد النادي «الكتالوني» الذي لم يكتف بذلك بعد أن حرمه أيضا من فرحة الفوز بلقب الدوري، كما أن برشلونة كرر سطوته على حساب منافسه في بداية الموسم الجاري حين تغلب عليه بثلاثة أهداف لهدفين قبل أن يتعادل معه إيابا بهدفين لكل منهما ليتوج على حسابه بلقب كأس السوبر الإسباني. وتعد مباراة اليوم التي تقام في تمام ال12 مساء بتوقيت المملكة، مختلفة عن المواجهات الأخيرة التي لعبت بين الفريقين، نظير الترشيحات التي تنصب لصالح الريال في تخطي منافسه للمرة الأولى منذ مايو 2008 حين هزمه بأربعة أهداف لهدف، ومنذ ذلك التاريخ حقق الريال فوزا واحدا جاء في نهائي كأس إسبانيا، بينما خسر باقي اللقاءات ومنها بنتائج ثقيلة مثل 6/2 و 5/0. ورغم أن أهمية مباراة «الكلاسيكو» 216 لا تختلف عما سبقها من مباريات، إلا أن بعض الظروف والمعطيات تبدلت ولم تكن كما كانت خصوصا في الأعوام الأخيرة، حيث إن الريال يدخل المباراة وهو مرشح للفوز على غير العادة، والسبب في ذلك يعود إلى المستويات الكبيرة التي يقدمها رجال المدرب خوسيه مورينيو بعد أن حقق الفريق 15 انتصارا متتاليا، على عكس برشلونة الذي لم يقنع أنصاره حتى الآن ولم ينتصر خارج أرضه في آخر ست مباريات سوى مرتين، كما أن الريال سيدخل اللقاء وهو متقدم على برشلونة برصيد ثلاث نقاط وسيتسلح بعاملي الأرض والجمهور. وسيكون لقاء اليوم الأخير لبرشلونة في الدوري المحلي قبل أن يتوجه لليابان للمشاركة في كأس العالم للأندية، وخسارته تعني ارتفاع فارق النقاط إلى ست مع وجود مباراة مؤجلة للريال، ما يجعل الضغوط تزداد على لاعبي المدرب جوسيب جوارديولا الذي بدوره لم يعرف طعم الخسارة على أرض ريال مدريد منذ أن درب برشلونة في 2008. ويعتمد ريال مدريد الذي حقق 15 انتصارا متتاليا حتى الآن بمختلف البطولات على جهود نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو نظير مهاراته الفنية الكبيرة وسرعته العالية، بالإضافة إلى تحركات الألماني مسعود أوزيل صانع الألعاب، علاوة على المجهودات التي يقدمها جونزالو هيجواين في خط المقدمة. وبدا الريال فريقا هجوميا في عهد مورينيو في الموسم الجاري، حيث تخلى عن الطرق الدفاعية، مستغلا قوة منطقة الارتكاز لديه في الربط بين خطي الدفاع والوسط بقيادة تشافي الونسو الذي يجيد هو الآخر صناعة اللعب من المناطق الخلفية التي تتيح للاعب قراءة الملعب بشكل دقيق على عكس اللاعبين المتمركزين خلف المهاجمين حيث تكون زاوية الرؤية لديهم محدودة. ورغم ذلك لا يتوقع أن يواصل الريال اللعب بطريقته المعتادة، وسيضطر لإغلاق المساحات الخلفية وذلك بإعطاء مورينيو التعليمات للاعبي الوسط بمساندة ظهيري الجنب، كما يفعل غالبا في المباريات الكبيرة، وسبق أن ألمح مورينيو بأنه سيدخل المواجهة بثلاثة لاعبين في منطقة الارتكاز، وإذا حدث ذلك بالفعل سيضحي المدرب البرتغالي بأحد أوراقه الهجومية في سبيل التأمين الدفاعي. وعلى الجهة المقابلة، اعتاد برشلونة رفقة مدربه جوسيب جوارديولا على اللعب بأسلوب واحد مهما اختلف المنافسون، بالاعتماد على طريقة الهجوم الضاغط وإجبار الخصم على التراجع إلى مناطقه. ويجيد برشلونة تطبيق طريقة جوارديولا بحذافيرها؛ نظرا للإمكانات التي يمتلكها لاعبوه التي تتناسب مع منهجية مدربهم، حيث تكون المنظومة الدفاعية معتمدة على الدفاع المتقدم ولا يجد حينها هجوم الخصم بدا سوى التراجع إلى الخلف لكيلا يقعوا في مصيدة التسلل. ويستطيع خط وسط برشلونة بقيادة تشافي هيرناندز الاحتفاظ بالكرة وتدويرها بشكل سليم أطول فترة ممكنة ما يرهق لاعبي الفريق المنافس كثيرا، فيما يحتاج ليونيل ميسي نجم الفريق إلى بذل مجهودات مضاعفة للهروب من مراقبة المدافعين وغالبا ما ينجح في ذلك لما يمتلكه من مهارات فردية كبيرة. ويمتاز خط المقدمة في برشلونة بعدم تمركز لاعبيه في مكان محدد حيث يتبادل اللاعبون الأدوار فيما بينهم، ويجيدون اللعب سواء على الأطراف من الجهتين اليمنى واليسرى أو بالتمركز داخل منطقة الجزاء، وتلك الخاصية دائما ما تكون سببا رئيسيا في خلخلة الدفاعات ونجاح برشلونة غالبا في تسجيل عدد كبير من الأهداف رغم الطريقة الدفاعية البحتة التي يواجههم بها منافسوهم. ومن المتوقع أن يلعب مورينيو بطريقة 4/5/1 التي تتحول إلى 4/3/3 مع بداية الهجمة، بتواجد إيكر كاسياس في حراسة المرمى، وأمامه رباعي الدفاع بيبي وراموس واربيلوا ومارسيلو، على أن يكون تشافي الونسو ومسعود أوزيل وسامي خضيرة في خط الوسط، فيما يلعب كريستيانو رونالدو ودي ماريا على الجناحين الأيمن والأيسر وأمامهما المهاجم جونزالو هيجواين. ويرجح أن يستقر جوارديولا بدوره على طريقة 3/5/2 بتواجد فالديز في حراسة المرمى، وثلاثي الدفاع بيكيه وماسكيرانو والفيس، وفي الوسط بوسكويتس وكيتا وفابريجاس وتشافي هيرناندز وأنيستا، وأمامهم ليونيل ميسي واليكسيس سانشيز .