أكد متحدثون في «نقاش تفاعلي» حول التوعية بالمياه والغذاء في المملكة على أهمية الدور الذي يقوم به المجتمع في ترشيد استهلاك المياه وتغيير العادات الغذائية، مشددين على أن نسبة التسرب في المياه المحلاة في المملكة تصل إلى 20 % أي ما يساوي مليون متر مكعب من المياه يوميا. وأوضح رئيس شركة المياه الوطنية لؤي المسلم أن الشركة تعطي أولوية لعلاج التسريبات والهدف هو تقليل نسبتها إلى 5 % فقط خلال السنوات الخمس القادمة في المدن التي تشرف عليها. وأضاف: الشركة نجحت خلال السنوات الثلاث الماضية في توفير نحو 140 مليون متر مكعب من مياه الشرب أي ما يعني 150 ألف متر مكعب يوميا وهو ما يعادل إنتاج محطة تحلية من الحجم المتوسط. وفيما يخص إمكانية خلق منافسة في مجال المياه بعد التخصيص، قال المسلم «إنه لا يمكن حدوث ذلك في المملكة لأن المياه سلعة أساسية ومن الصعب خلق منافسة عليها لأن الاستثمار في الشبكات مكلف جدا، إلا أنه طالب بوجود تنظيم لوضع التعرفة المناسبة للمياه لحث المستهلكين على ترشيد استهلاكها». وتابع «أطالب أيضا بالتوسع في استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة معالجة ثلاثية، حيث إن الشركة استطاعت توقيع عقود لاستخدام المياه المعالجة تصل كمياتها إلى 500 ألف متر مكعب من هذه المياه خلال الثلاث سنوات الماضية من عمر الشركة، تستخدم للأغراض الصناعية والتجارية والبلدية». ومن جانب آخر، أكد رئيس مجلس إدارة والرئيس التنفيذي لشركة «مياهنا» الدكتور وليد عبدالرحمن أن 18 % من إنتاج المملكة من النفط الخام يستخدم في إنتاج الطاقة المحلية، وتستهلك تحلية المياه من 2-4 % منها. وأضاف: إذا استمر الوضع كما هو عليه الآن، فإن المملكة خلال فترة ال20-30 سنة القادمة ستستهلك نحو 60 % من إنتاجها النفطي لهذا الغرض بالنظر الى النمو السكاني. وقال «المملكة من أغنى مناطق العالم بالطاقة الشمسة التي يمكن استخدامها لإنتاج الطاقة الكهربائية وتحلية المياه، كما أن هناك بعض المناطق حول مكةالمكرمة والمدينة المنورة غنية بالطاقة الأحفورية حيث تصل درجة حرارة الأرض بها إلى 150 درجة مئوية». وتابع «ويمكن معها استخدام البخار الناتج عنها في إنتاج 100 % من الطاقة اللازمة للمدينتين كما يمكن استخدام الرياح لتوليد الطاقة في مناطق أخرى لتقليل الاعتماد على النفط». ومن جهة أخرى، أوضح رئيس مجلس إدارة شركة «مويا» ورئيس المنتدى السعودي للمياه والطاقة 2011 الدكتور عادل بشناق أنه يجب على أصحاب القرار إصلاح نظام إعانات الدولة السخية لتخدم الفئات المحتاجة في المجتمع وتحد من الهدر الحالي في المياه والطاقة. وأشار الدكتور بشناق إلى أهمية الحوار في قضايا الماء والغذاء في المملكة، مشيرا إلى أن علاج مشكلة نقص المياه لا يتم فقط باتخاذ خطوات من قبل الوزارة المختصة وإداراتها المختلفة، وإنما يستوجب أيضا مشاركة المواطنين والمقيمين في ذلك بترشيد استهلاك المياه وتغيير العادات الغذائية التي تؤدي إلى الاستهلاك غير الرشيد للطعام الذي بدوره يحتاج إلى كميات كبيرة من المياه لتوفيره .