فئة عمرية جديدة لم تكد تظهر في الانتخابات السابقة بمصر، هي فئة الشباب، وأدلى أغلب المنتمين إليها بأصواتهم للمرة الأولى في انتخابات تشريعية. كانت نسبة الشباب من الجنسين هي الأكبر في الصفوف الطويلة، التي امتدت لعشرات الأمتار أمام مراكز الاقتراع أمس، في أول انتخابات برلمانية تشهدها مصر، منذ الإطاحة بالرئيس حسني مبارك في ثورة شعبية أطلق الشباب شرارتها الأولى. كانت الانتخابات السابقة للثورة تتسم بعزوف الناخبين عن المشاركة، وخاصة الشباب، إذ كان كثيرون يرون أن الانتخابات ستزور في كل الأحوال على أيدي الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم آنذاك والمنحل حاليا. وأمام مركز اقتراع في منطقة عابدين بالقرب من ميدان التحرير، الذي كان معقلا للثورة، أكدت شيماء فكري «25 عاما» وهي بدون عمل، على أهمية المشاركة في العملية الانتخابية. وقالت شيماء «بشارك علشان مصر تبقى أحسن. كلنا لو شاركنا هنعمل حاجة كويسة لمصر. شباب أو كبار لازم يبقى لنا دور» وتشاركها الرأي سعاد نادر «19 عاما»، وهي طالبة، وقالت إنها تدلي بصوتها «علشان البلد تتعدل. مينفعش الأوضاع الحالية في البلد. الانتخابات هتساهم في تحسين الأوضاع، وأي حاجة هتتعمل هتساهم في تحسين الأوضاع واحدة واحدة». وبدأ الناخبون أمس الإدلاء بأصواتهم في المرحلة الأولى لانتخابات مجلس الشعب، التي تنتهي اليوم، وتشمل تسع محافظات بينها العاصمة القاهرة. وتجرى الجولة الثالثة والأخيرة من انتخابات مجلس الشعب يوم الرابع من يناير المقبل. وسيتألف مجلس الشعب المنتظر من 508 مقاعد، وستجرى الانتخابات على 498 مقعدا، وسيعين المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد منذ سقوط مبارك النواب العشرة المتبقين. ويرى الشباب أنه يجب توفر صفات في المرشح، أهمها فهمه لمتطلبات الفترة الحالية من تشريعات وقوانين تمكن البلاد من اجتياز المرحلة الانتقالية بشكل سلمي وآمن. وقال الطالب محب ميلاد «21 عاما»: «أشارك علشان اللي يمسك البلد، ويشارك في تأسيسها لازم يكون فاهم البلد وعارف اللي ينفعها، وإيه اللي يوقفها على رجليها». ورغم مشاركته، لا يزال الشك يساور ميلاد في أن هدفه سيتحقق بسبب ملاحظته «شراء بعض المرشحين للأصوات واستغلالهم ارتفاع نسبة الجهل بين الناس». ويعيش نحو 40 % من المصريين على أقل من دولارين في اليوم كما أن ثلثهم أميون. وقال رامي جرجس «25 عاما»، وهو موظف بشركة: «بشارك علشان ملاقيش في الآخر واحد مش مقتنع به». ويبلغ عدد الناخبين الذين يحق لهم المشاركة في الجولة الأولى من التصويت 17.5 مليون شخص، والحد الأدنى لسن التصويت 18 عاما. وقال كثير من الناخبين الشبان، إن هذه أول مرة يدلون فيها بأصواتهم في انتخابات تشريعية على الإطلاق، مشيرين إلى أن صوتهم بات ذا مغزى بعد الثورة .