مشوار حركات «الربيع العربي» الطويل، هنا وهناك، يرتبط في مسارات متعددة منها بجهود المرأة. في اليمن تحديدا، وصلت إحداهن إلى العالمية من خلال اختيارها هذا العام لجائزة نوبل للسلام، رغم ما بدر من الناشطة توكل كرمان فضائيا، منذ أيام. الناشطة والمدونة اليمنية الشابة أفراح ناصر، كتبت مقالا حديثا عن الدور الذي لعبته المرأة اليمنية خلال الثورة، التي انطلقت مطلع العام الجاري، وذكرت «من الصعب علينا ألا نصاب بخيبة الأمل فيما نحن نتابع الوضع في اليمن منذ بدء الثورة أوائل هذا العام، ومن الصعب أكثر ألا نصاب بخيبة الأمل هذه حينما نفكر في المستقبل المظلم الذي ينتظر الشعب اليمني». وترى ناصر أن الطريق لا يزال طويلا أمام الثورة في اليمن، خصوصا بعد مقتل نحو ألفي متظاهر وجرح أكثر من ثمانية آلاف، ولكن ما برز جليا هو دور اليمنيات في كل ذلك، وأوضحت «لقد دهشت كثيرا للأعداد المتزايدة من المتظاهرات اليمنيات خلال هذه الثورة. فالأمر بدأ كله ببضع سيدات، ليرتفع العدد يوما بعد الآخر» وأضافت «الآلاف من اليمنيات شاركن في هذه المظاهرات في أنحاء مختلفة من البلاد، كما لا يمكننا أن ننسى الدور المهم الذي لعبته الطبيبات اليمنيات في معالجة الجرحى، والناشطات اليمنيات في التوعية بواقع الوضع السياسي في اليمن». وترى ناصر أن الجيش اليمني لم يعد يفرق بين رجل وامرأة في عنفه، ففي يوم 16 أكتوبر الماضي، قتلت أول متظاهرة يمنية على يد عصابات الجيش. من ناحية أخرى، تقول أفراح إن واحدا من أجمل أشكال التقدير للمرأة اليمنية كان منح جائزة نوبل للناشطة توكل كرمان، وترى أن المرأة اليمنية تشارك في هذه المظاهرات رغبة منها في تحسين أوضاع وطنها ومجتمعها وشعبها، وزادت بالقول «لطالما كنت أرغب في ثورة مزدوجة في اليمن، الأولى لإسقاط النظام، والثانية للتأكيد على ضرورة منح المرأة اليمنية حقوقا مساوية للرجل». وتؤكد أفراح أن وضع المرأة في اليمن صعب جدا، «إذ إنها محرومة من عدة حقوق أساسية قانونيا واجتماعيا، فهي محرومة من بعض الخدمات الصحية، والفرص الوظيفية، والتعليمية». وتستذكر أفراح ناصر إحدى الندوات التي عقدتها الناشطة أمل الباشا في صنعاء، حينما وجه لها سؤالا مفاده «هل تعتقدين أن الثورة في اليمن ستخدم المرأة وحقوقها؟» فأجابت الباشا بالتالي «لطالما تعاملنا مع نظام حجم المرأة، وحرمها من حقوق أساسية. فالبنات في اليمن مرغمات على الزواج في سن مبكرة، كما أن معدل الاغتصاب مرتفع أيضا، إذ يتم اغتصاب ما معدله سبع نساء في الشهر الواحد، وفي المقابل، لا توجد عقوبات مشددة على المغتصبين». ولذلك، ترى ناصر أن مشاركة المرأة في الثورة تعد إضافة مفيدة لواقعها، فهذه المشاركة تعني وقوفهن في وجه عادات وتقاليد بائدة حدت من حريتهن .