انتهاء العام الهجري ودخول العام الجديد من شأنه أن يجعل مسلمي الأرض في حمدٍ وثناء لله الذي أتمه عليهم بالخير والنعم، وغرة الشهر الأول من السنة الجديدة تعمل دائما بمثابة المحطة التي يقف عليها العقل السليم ليسترجع ما حصل وما فعل في العام الماضي، ففي عام 1432 نجح من نجح وفشل من فشل وآخر قد كسب وغيره قد خسر، خسارة تُعوض وأخرى لا سبيل لإصلاحها، وإن إحصاء الأخطاء في الوقت الصحيح لهو بعين الصواب، فذلك يعني أن نهاية العالم كما نظنها في أي محنة لم تأتِ بعد والفرصة دوما موجودة طالما صدى الأنفاس مسموع، وسنة التغيير على مستوى العام الجديد مشروعة في ظل تجدد الإيمان بالإبداع، فمواطن النجاح معروفة والطريق لها محفوف بالأعباء، الأمر الذي يجعل الطالب الجامعي على استعداد لأن يكتب قائمة بما تعلم وما سيتعلم بخبرة وأكاديمية فيها من الوعي بالأقدار الشيء الكثير فيرضى ولا ييأس. فالعلم يعمل كالمجهر الذي يكشف لنا حقيقة الأشياء من حولنا طالما هي حاصلة ولها علم بتفسير وإدراك يهذب من وقعها ويوفر لصاحب المعرفة حلولا عديدة، وتلك وصايا قديمة من 1432عاما قد أوصى الله سبحانه وتعالى بها في قرآنٍ محكم إذ «يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أُوتوا العلم منكم درجات». والتهنئة التي تسمعها صباحا «كل عام وأنت/أنتِ بخير» تجعلُك تُسدد في مرمى التفاؤل، فإشراقة شمس آخر يوم من شهر ذي الحجة لن تختلف عن إشراقة أول يوم من محرم ولكن هي مختلفة في نظر الفاحص المتفائل الذي يوقن بأن ما سلف لن يعود طالما كانت فرصة إصلاحه باقية، وهنا ستتطلع المستويات الأولى في الجامعة أن تبلغ هدف التخرج، ومستويات الجامعة المنتصفة أن تتخرج وتُواصل، وسيأتي التخرج على المستويات الأخيرة بخطة مستقبلية قد تمخضت في رحم حياة البكالوريوس بأعوام تكفي بأن تكون جاهزة للتنفيذ، وعجلة الأيام المسرعة لن تقف عائقا دون الاستمرار، بل سيظل يردد ذلك الخريج/الخريجة: «أعاده الله علينا بالخير والنعم».