ليلا ونهارا، صيفا وشتاء، في كل شارع وحي يتجولون بلباسهم الأصفر متحملين خطر السيارات، وتحرشات المراهقين والأطفال، من أجل 200 ريال شهريا، تلك المعلومة كانت جزءا من حوار دار بيني وبين ثلاثة من عمال إحدى شركات النظافة المشهورة؛ حيث سألتهم عن رواتبهم فقالوا إن رواتبهم 200 ريال شهريا ولا يستلمونها إلا كل ثلاثة أشهر، هذا إضافة لوجود تأمين على المكنسة المسلمة للعامل قدرها 50 ريالا مع العلم أن سعرها في أسوأ الاحتمالات لا يتجاوز 20 ريالا، أما سكنهم فهو في حي السلي حيث يتواجد في كل غرفة 30 عاملا مع دورة مياه واحدة! يقولون جرائم العمالة والسرقات... إلخ، لكنهم لم يسألوا أنفسهم عن آلاف العمال الذين يكدسون في غرف ضيقة بدورة مياه واحدة ل 30 شخصا براتب لا يفي متطلبات المعيشة ويتم صرفه كل ثلاثة أشهر ولو قسمناه على 90 يوما لوجب على كل عامل أن يصرف في اليوم ريالين ونصفا فقط لمدة 90 يوما حتى موعد صرف الراتب. الشركة المشغلة للعمال هي إحدى الشركات الضخمة والمحتكرة في الرياض منذ سنين، ولا تقتصر سوقها على الرياض فقط، تجدها في عنيزة، صامطة، شقراء، ينبع، أين الرقابة على هذه الشركة ومثيلاتها على انتهاكاتهم الصارخة لحقوق العمالة.. راتبا ومعيشة وتعاملا؟ أين مكتب العمل والعمال؟ لماذا يغض الطرف عن هذه الممارسات بينما فتحت ملفات العمالة المنزلية وهي أفضل في الراتب والسكن والعمل. أسئلة عديدة وعلامات استفهام كثيرة تدور حول هذا الصمت المريب على هذه الشركة ومثيلاتها والتي ضربت عرض الحائط بعمالتها وحقوقهم بمعاملتهم كالمساجين لا كعمال بأجر، لذلك يجب على مكتب العمل والعمال وأمانة منطقة الرياض وضع حد أدنى لرواتب عمال النظافة لا يقل عن 800 ريال وفرض شروط السكن الملائمة مع تحديد عدد العمال حسب مساحات الغرف، ويجب على أمانة مدينة الرياض وغيرها من أمانات المدن وضع شروط صارمة بأن أي انتهاك لحقوق العمالة والقوانين السابقة يتم إيقاع غرامات مالية قاسية ووضع عقوبات كالمنع من الاستقدام وسحب المشروع الموكل من قبل الأمانة. كلمة أخيرة: زجاجة من الماء مع خمسة أو عشرة ريالات لن تكلفك أي شيء وقد تصرف أضعافها في توافه الأمور فلا تستخسر بضعة ريالات تكون سببا في سعادة إنسان ضعيف ومن فرحته تجد كفيه ارتفعتا وهو يقول: «الحمد لله».