جددت أجهزة الأمن الأمريكية تحذيراتها، من وقوع «هجمات إرهابية محتملة» خلال موسم أعياد الميلاد ورأس السنة، إلا أنها أكدت عدم وجود دليل لديها، حتى اللحظة، على أن هناك «مؤامرة» تستهدف أمريكا في ديسمبر المقبل. وعممت وزارة الأمن الداخلي ومكتب التحقيقات الفيدرالية، نشرة على جميع الوكالات الأمنية أمس الأول، ذكرت فيها أن المسؤولين الاتحاديين «ليس لديهم معلومات بشأن أي تهديدات جدية تستهدف أمن أمريكا، وتحديدا في موسم عيد الميلاد للعام الجاري». وأشارت النشرة الأمنية، إلى أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية كانت قد تلقت معلومات، في وقت سابق من العام الماضي، أفادت بأن «الإرهابيين يرون في التجمعات الكبيرة التي يشهدها موسم الأعياد، فرصة سانحة لشن هجمات قد تؤدي إلى سقوط عدد كبير من الضحايا». وتأتي هذه التحذيرات بعد أيام على اعتقال الشرطة شابا أمريكيا ينحدر من جمهورية الدومينكان، وصف بأنه «أحد المتعاطفين مع تنظيم القاعدة»، يشتبه في تورطه ب«مؤامرة إرهابية»، تتضمن زرع «قنابل أنبوبية» في مدينة نيويورك، وفي محيط المدينة، بحسب ما أعلن عمدة المدينة مايكل بلومبرج، الأحد الماضي. ومن بين الأهداف المحتملة للمشتبه به، ويدعى خوسيه بيمنتل «27 عاما»، أفراد من الجيش الأمريكي سبق لهم الخدمة في العراق وأفغانستان، بالإضافة إلى مكاتب بريد حكومية، وعناصر الشرطة في نيويورك وبايون ونيوجيرسي، وفقا لبلومبرج ومفوض شرطة نيويورك راي كيلي. وكانت أجهزة الأمن الأمريكية أصدرت نشرة مماثلة مطلع أكتوبر الماضي، بعد ساعات على مقتل رجل الدين الأمريكي من أصل يمني، أنور العولقي، القيادي بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، في ضربة جوية أمريكية، أواخر سبتمبر الماضي. وذكرت أن أنصار العولقي، قد يعتبرونه «شهيد الحرب الأمريكية ضد الإسلام»، كما حذرت من أن مقتل العولقي «قد يكون حافزا لمهاجمة الأرضي الأمريكية، بواسطة متشددين أمريكيين من الداخل». وتتخوف جهات إنفاذ القانون في أمريكا من المتشددين، الذين يعملون بمفردهم، أو كما يطلق عليهم «الذئاب المنعزلة»، نظرا إلى عدم قيامهم باتصالات أو التنسيق مع عناصر أخرى؛ ما يصعب من عملية رصدهم، وما يترتب عن ذلك في صعوبة التكهن بهجمات محتملة أو وشيكة. يذكر أن أجهزة ووكالات الأمن الأمريكية، كانت قد بادرت لإصدار نشرات تحذيرية مماثلة تلو مقتل زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، على يد عناصر من نخبة القوات الأمريكية الخاصة بباكستان في مايو/ أيار الماضي. وفي سبتمبر من العام الماضي، حذر مسؤولون في الإدارة الأمريكية من أن التهديدات الإرهابية التي تواجهها أمريكا أصبحت أكثر خطرا من ذي قبل؛ بسبب تزايد أعداد الإرهابيين في الداخل، والتنوع الكبير في الأهداف وأساليب الهجمات، بشكل قد يجعل من الصعب تجنب حدوثها .