كشفت نائب وزير التربية والتعليم نورة الفايز ل«شمس» أن وزارة التربية والتعليم «أمرت بتشكيل لجنة من الوزارة للتحقيق» في حادث الحريق الذي شب أمس الأول في مدرسة «براعم الوطن» الذي أدى إلى إصابة 47 طالبة ومعلمة ووفاة معلمتين، مؤكدة في الوقت نفسه أنه لن يكون هناك تراخ وتساهل في حالة وقوع إهمال من قبل المدرسة وأن الوزارة ستطبق عقوبات صارمة في هذه الحالة». وأضافت الفايز في حديثها إلى «شمس»: «لن نغلق أبوابنا ولن نصمت تجاه أمور تهدد سلامة وأمن الطالبات وسنتخذ كل الإجراءات التي تمنع حدوث ذلك في المستقبل». وحول تجهيز المدارس بمخارج للطوارئ وآليات السلامة قالت الفايز «إن جميع المدارس تتوفر فيها مخارج للطوارئ وآليات السلامة، إضافة إلى التجارب الفرضية التي تقوم بها المدارس بشكل دوري». ومن جهة أخرى أكد مدير التربية والتعليم بجدة عبدالله الثفقي أن تعليق الدراسة سيستمر إلى نهاية الأسبوع نظرا لتأثر جزء كبير من المدرسة من جراء الحريق. وقال إن إدارة التربية والتعليم تسعى إلى خدمة طالبات المدرسة المنكوبة بتوجيههن إلى المدارس العامة أو مدارس أهلية بناء على رغبة الأهالي بعد الاطمئنان على صحة وسلامة الطالبات. وأوضح أن الإدارة وجهت فريقا إرشاديا للدعم النفسي للطالبات لتأهيلهن نفسيا وفق منسوبات من إدارة التربية والتعليم. وكانت الفايز زارت أمس المصابات المنومات في مستشفى الجدعاني بجدة وعددهن عشر، بينهن طالبة عمرها أربعة أعوام ما زالت في العناية المركزة، فيما يبلغ أعمار الطالبات من خمسة إلى 15 عاما ومعلمتان ومديرة المدرسة عبير إبراهيم مطر. ووفقا لرئيس مجلس إدارة المستشفى الدكتور شالي بن عطية الجدعاني ومدير الطوارئ بالمستشفى حسن إبراهيم والمدير الطبي إبراهيم يوسف فإن قسم الطوارئ تلقى قبل الساعة الواحدة إعلان حالة الطوارئ ورفع الاستعدادات إلى اللون الأحمر لاستقبال 47 مصابة من جراء حريق في مدرسة براعم الوطن، ولفت إلى أن المستشفى استنفر كل الطاقات من أطباء وممرضين وفنيين وجهزوا غرف العمليات والعناية المركزة لاستقبال الحالات، وأكد أن كل الحالات تم إسعافها ما بين الساعة الواحدة وحتى الخامسة عصرا بوجود فرق طبية وصلت أيضا إلى المستشفى تابعة لوزارة الصحة، وأن هناك ما لا يقل عن 40 طبيبا و80 ممرضا وممرضة أشرفوا على عملية إسعاف الحالات ومعالجتها ولم يبق في المستشفى إلا عشر حالات سيتم خروجها اليوم أو غدا. وأشار الدكتور سالم باسلامة مدير مستشفى الملك فهد الطبي إلى أن الحالات وعددها سبع حالات مستقرة كانت تتراوح ما بين كسور وحروق من الدرجة الثانية والثالثة، إضافة إلى الاختناق، موضحا أن الحالات ستغادر المستشفى نهاية الأسبوع الجاري. وحمل أحد الآباء وهو عبدالله العتيبي والد إحدى الطالبات المصابات، وزارة التربية والتعليم مسؤولية ما حدث وطالب بتطبيق العقوبات الصارمة ضد أي مدرسة حكومية أو أهلية لا تطبق المواصفات التي تضمن سلامة أبنائهم وفلذات أكبادهم. وأوضحت نائب وزير التربية والتعليم أن الوزارة تفتح أبوابها لسماع شكاوى وملاحظات الأهالي والوقوف بجانبهم وأخذ ملاحظاتهم بعين الاعتبار، وقالت «إننا نؤمن بقضاء الله وقدره». وزارت الفايز مستخدما في المدرسة كان ينقذ الطالبات وقد أصيب بحالة نفسية من جراء ما شاهده خلال الحريق.