رسم الشباب السعوديون خلال أيام الحج أجمل لوحات التطوع الإنساني وقدموا أنفسهم ووطنهم في أزهى الصور التي تعبر عن استعداد أبناء هذا البلد لخدمة ضيوف الرحمن بصبر وسعة صدر عالية، تجسد تطبيقا عمليا لأبعاد ومعاني لقب الملك عبدالله بن عبدالعزيز بخادم الحرمين الشريفين؛ إذ إن أبناء الوطن يقتدون بقائدهم ويمتثلونه بكل طاقاتهم التي تتفجر في هذه الأيام المباركة قدوة صالحة ورمزا للخير والعطاء. إن روح التطوع تلهم الشباب وتحفزهم إلى بذل تلك الجهود ليلا ونهارا، ولعل أولئك الشباب أدهشوا ضيوف الرحمن الذين قدموا من مشارق الأرض مغاربها ووجدوا كل التسهيلات التي تساعدهم على أداء فريضتهم بيسر وطمأنينة في ظل التطور المذهل الذي شهدته المشاعر المقدسة التي استوعبت تلك الملايين بيسر دون تسجيل أي حوادث تعكر صفو الركن الخامس هذا العام، وكان للعنصر البشري دوره المهم والمؤثر في تكامل خدمة ضيوف الرحمن بانتشار شباب الكشافة في المشاعر يدلون ويعينون الحجاج ويرشدونهم ويوجهونهم. لقد أكد شباب المملكة أنهم نموذج للعطاء وهم يسهمون في نجاح الموسم بدرجة الامتياز، وتلك قلادة على صدورهم تستحق الإشادة والتقدير، وحينما يجند بلدنا كل طاقته لاستقبال ضيوف الرحمن، ويحرص على راحتهم وطمأنينتهم ليتفرغوا للعبادة، فإن ذلك هو أفضل العمل الذي لا يؤجر عليه إلا الله، فأولئك الشباب الذين يسخرون أوقاتهم وجهدهم من أجل الحجاج إنما يبتغون الثواب من رب العباد، وتأكيد جدارة المملكة وقيادتها وأبنائها بشرف خدمة الحرمين الشريفين لا ينازعهم في ذلك أحد بعد أن حققوا النجاح في الخدمة دون من أو أذى، وذلك من فضل الله الذي يؤتيه من يشاء. وبعد أن تذوق المتطوعون شرف الخدمة الإنسانية والدينية النبيلة فإنهم يحرصون عاما بعد الآخر على شرف الخدمة وتقديم الصورة الأجمل عن المملكة القيادة والوطن والمواطنين، فقد أصبحت تلك الخدمة ثقافة تتأصل لدى شبابنا وهم يستقبلون موسم الحج سنويا ليواكبوا دور القيادة في بذل الغالي والنفيس من أجل ضيوف الرحمن وتمتعهم بعبادتهم في أفضل الأجواء الروحية التي ينشدونها في البقاع الطاهرة.