نسمع دائما في الرياضة عن اتفاقيات وعلاقات ولكن لا نراها، فمن اتفاقيات التوأمة إلى ميثاق الشرف وصولا للاتفاقية الرباعية بين الهلال والشباب والاتحاد والأهلي التي تشدد رسالتها بعدم المزايدة على اللاعبين الذين سيدخلون في الفترة الحرة، حاولت كثيرا أن أقرأ تفاصيل هذا الاتفاق وأحلله لأعرف أسبابه وماهيته وطريقة ضمان تنفيذه، فقلت إنها اتفاق على الهبوط بأسعار عقود اللاعبين المحليين، هكذا الكل يراها، والمستفيد منها هو الشباب الذي كان رئيسه البلطان من كبار المعترضين على تغيير المادة ال18 من قوانين الاحتراف، حيث أعطت بعد تغييرها حرية أكبر للاعبين في البحث عن مصالحهم وضيقت الخناق على الأندية عندنا؛ لأنهم اعتادوا على أن يكونوا المتحكمين في اللاعب وليس العكس، هكذا قرأت مردود الاتفاقية مبدئيا. لكن لو عادت بنا الذاكرة للخلف قليلا، لتذكرنا أن الهلال كان من أكثر المتحمسين لتعديل المادة 18، وتصورنا حينها أنه قادم بكل ثقله لضم المزيد من اللاعبين المحليين بعشرات الملايين، لكن دخوله في هذه الاتفاقية هو ضمان الحماية لنفسه فقط، فبنظرة سريعة للأندية المتفقة واللاعبين المرغوبين في الأندية الأخرى والتي قاربت عقودهم على الانتهاء، لوجدنا أن الهلال يتفرد بنصيب الأسد دون منافس من كل الأندية الأربعة، فالشباب ضمن مستقبله بعد تجديد عقود أبناء عطيف وشهيل ووليد عبدالله، والاتحاد أمامه مشوار حتى يصل أبرز لاعب لديه حاليا، نايف هزازي، لهذه المرحلة، والأهلي لا يوجد بين لاعبيه المحليين من يعتبر مغريا للأندية الأخرى، بخلاف سياسة الأهلي المعروف عنها قابليتها للاستغناء عن أي لاعب متى ما كان الأهلي هو المستفيد، بينما الهلال يظهر أكثر المتضررين من هذا الموسم وحتى الموسمين المقبلين، فهناك كوكبة من اللاعبين ستنتهي عقودهم، وتجديدها يعني المزيد من الأعباء على خزانة النادي التي تعاني بسبب البذخ في الصرف على الأجانب دون تحقيقهم لفارق يذكر. هذا الاتفاق «الجنتلمان»، لا أعتقد أن أحدا سيتمسك فيه متى ما رأى مصلحة ناديه تخالفه، ويكفينا أن نتذكر أن صاحب فكرة هذا الاتفاق له سوابق، فهل يضمونه؟