دعا مؤتمر دولي بشأن الفضاء الإلكتروني في لندن، أمس الأول، إلى تحرك جماعي لمكافحة الزيادة السريعة في جرائم الإنترنت التي تهدد الأحوال الاقتصادية والاجتماعية في العالم. وقال بيان صدر في ختام المؤتمر «نظرا لأن مجرمي الإنترنت يعملون عبر الحدود الوطنية، ساندت الوفود بقوة المبدأ الذي مفاده أنه يتعين علينا أن نعمل على نحو جماعي للتعامل مع التهديد الذي تشكله الجريمة عبر الإنترنت وضمان ألا يكون هناك ملاذات آمنة للمجرمين». وضم الاجتماع الذي استضافه وزير الخارجية البريطاني وليام هيج، أكثر من 700 مشارك من 60 دولة من بينهم مسؤولون حكوميون رفيعو المستوى ورجال صناعة وخبراء إنترنت. وكانت أمريكا والصين وروسيا من بين الدول المشاركة. وقال هيج في كلمة في ختام أعمال المؤتمر إنه من المهم أن يكون النقاش السلمي بشأن الفضاء الإلكتروني دائما ومستمرا. وحذر من أن محاولات الحكومات للحد من التدفق الحر للمعلومات محكوم عليها بالفشل. وطالب وزير الخارجية البريطانية برد دولي منسق لصياغة السياسات المتعلقة بتنمية الإنترنت في وقت حذر فيه مدير هيئة تنسيق المعلومات الاستخباراتية في بريطانيا أيان لوبان من أن بلاده أصبحت عرضة إلى عدد مقلق من هجمات القرصنة الإلكترونية، وأن معلومات مهمة على أجهزة الكومبيوتر الحكومية قد استهدفت فضلا عن تصميمات شركات تكنولوجية وهندسية وأخرى تعمل في مجال الدفاع. لكن على الرغم من اللهجة المتشددة فيما يخص الأمن المعلوماتي حذر رئيس «جوجل» المعني بقضايا حرية التعبير في أوروبا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا وليام أكيكسون، خلال اجتماع على هامش المؤتمر من أن مساعي تقييد التواصل عبر الإنترنت ليست محصورة بالأنظمة غير الديموقراطية: «حرية التعبير تتعرض لتحديات أقرب إلينا هنا في أوروبا. هناك 60 بلدا تفرض قيودا الآن على الإنترنت، مقارنة ببلدين قبل عقد مضى». واستشهد بقضية العام الماضي التي شهدت إصدار أحكام بالسجن ستة أشهر مع وقف التنفيذ بحق ثلاثة من المديرين التنفيذيين ل«جوجل» إيطاليا على خلفية انتهاك الخصوصية عبر فيديو على الإنترنت أظهر تعرض مراهق معوق للتحرش في مدينة تورينو الإيطالية. ومن المتوقع أن يتبع المؤتمر إجراءات ملموسة بشأن التشريعات وزيادة التعاون مع الأممالمتحدة والمنظمات الدولية أخرى. كما من المقرر عقد اجتماعات متابعة في المجر في العام المقبل وفي كوريا الجنوبية في عام 2013. وكانت شركة شركة «سيمانتك» كشفت أخيرا في تقرير استقصاء المعلومات لشهر أكتوبر الماضي، أن السعودية حافظت على الصدارة للشهر الخامس على التوالي كأكثر الدول تعرضا لرسائل البريد الإلكتروني المزعجة «سبام» بنسبة بلغت 80.5 % وهو ما عزاه الخبراء إلى الاستخدام المتزايد لشبكة الإنترنت، الأمر الذي يعزز الفرص أمام مرسلي هذه الرسائل لتحقيق أرباح مالية. وحافظت روسيا على المرتبة الثانية كأكثر الدول تعرضا للرسائل المزعجة بنسبة بلغت 79.9 %. نلتها أمريكا ب 73.8 %، وكندا 73.2 %، وبريطانيا 74.8 %. وأشار التقرير إلى أن مرسلي الرسائل المزعجة بدؤوا بنشر خدمات لاختصار عناوين مواقع الإنترنت لتكون متاحة للجميع بحيث تولد عناوين مختصرة حقيقية، وهو الأمر الذي ظهر بين الرسائل المزعجة التي يتم إرسالها. وكشف التقرير كذلك أن المملكة المتحدة أصبحت المنطقة الأكثر عرضة لهجمات الاحتيال والتزييف في شهر أكتوبر، بنسبة رسالة احتيال واحدة بين كل178.3 رسالة، تليها جنوب إفريقيا بنسبة رسالة احتيال واحدة بين كل 203.8 رسالة. كما احتلت المملكة المتحدة الصدارة في نسبة التهديدات عبر رسائل البريد الإلكتروني في شهر أكتوبر، بنسبة بلغت رسالة في كل 146.4 رسالة. تلتها هوج كونج بنسبة بلغت رسالة في كل 180.3 رسالة