وضعت سيدة فرنسا الأولى كارلا بروني، زوجة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، مولودا أنثى في مركز «لا مويت» الجامعي وسط العاصمة باريس، بحسب ما أعلن أحد المقربين منها لوكالة الأنباء الفرنسية، أمس. وقال المصدر«حتى الآن، لا نعلم الاسم الذي سيطلق على الطفلة». وهي المرة الأولى في تاريخ الجمهورية الفرنسية التي يصبح فيها الرئيس أبا أثناء ولايته. وأعلن قصر الإليزيه، مقر إقامة الزوجين، أنه لا يرغب في التعليق على ولادة الطفل. وكان ساركوزي وصل قبيل الرابعة عصرا إلى المركز الطبي الواقع في الدائرة ال16 بباريس، حيث وضعت زوجته كارلا طفلتها، أمس الأول. وبعد تمضيته نحو 30 دقيقة، توجه ساركوزي إلى فرانكفورت لإجراء محادثات مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حول مستقبل منطقة اليورو قبل القمة الأوروبية المقبلة. وغادر ساركوزي ألمانيا على عجل عائدا لمتابعة الوضع الصحي لكارلا ومولودتها. وكان ساركوزي تزوج عارضة الأزياء التي أصبحت مغنية، في الثاني من فبراير 2008. وللرئيس الفرنسي، 56 عاما، ثلاثة أولاد من زيجتين سابقتين هم «بيار 26 عاما، وجان 25 عاما ولوي 14 عاما»؛ وهو أيضا جد لحفيد. ولكارلا، 43 عاما، ابن من الفيلسوف رافائيل أنتوفين اسمه أوريليان، ويبلغ من العمر عشرة أعوام. وكانت فرنسا تنتظر منذ أسابيع على أحر من الجمر هذه الولادة التي قد تعطي دفعة لصورة ساركوزي قبل نحو ستة أشهر من الانتخابات الرئاسية التي تظهر استطلاعات الرأي أنه قد يخسرها أمام منافسه الاشتراكي فرانسوا هولاند. وتوقفت شعبية ساركوزي عند نسبة 30 % لشهور رغم قيادته المتميزة لعدة قضايا مثل الأزمة الليبية مع غضب العديد من الفرنسيين من الوضع الاقتصادي الكئيب والاستياء من أسلوب قيادة يراه كثيرون مندفعا ومتهورا. وتم الإعلان عن حمل السيدة الأولى في سبتمبر الماضي، وامتنع الزوجان عن التحدث بالأمر إلى وسائل الإعلام. والطريف أن الصحف الفرنسية كانت تتوقع أن يكون المولود ذكرا.. وذلك اعتمادا على صور المستلزمات والملابس التي قامت بشرائها في رحلة تسوقها تحضيرا لقدوم مولودها، وسيطر عليها اللونان الأزرق والأبيض. وأطلق البعض عليه لقب «ميني ساركوزي». من جهة أخرى، استقبلت بعض الصحف البريطانية الخبر بدهشة وتساءلت الكاتبة ليندا بلير في «ميل أون لاين ساخرة عن الكيفية التي ستتعامل بها بروني مع هذه المولودة الجديدة بعد أن تجاوزت هي ال40 من عمرها». وأشارت صحف أخرى إلى صعوبة تكيف الطفلة مع أبناء ساركوزي الثلاثة الكبار، أو مع ابن بروني نفسها. وتناولت الطريقة التي كانت تتحدث بها كارلا عن الحمل، وخصوصا في الأسابيع الأخيرة، حيث كانت تقضي معظم الوقت في الجلوس أو الاستلقاء على أريكة طويلة. واضطرت بروني عدة مرات إلى نفي مزاعم بعض وسائل الإعلام أن زوجها له علاقات خارج إطار الزواج. وأكدت في مقابلة تليفزيونية لقناة «سكاي نيوز البريطانية أن زوجها لا يمكن أن يخونها، ووصفت حبهما بأنه «قصة حب حقيقية». ونظرا إلى كونها إيطالية الأصل، فقد واجهت بروني كثيرا من الشائعات، بعد زواجها من الرئيس ساركوزي، لعل أخطرها تلك التي تحدثت عن تورطها في «منع طرد اثنين من الإرهابيين اليساريين الطليان»، كانا قد فرا إلى فرنسا وأصبحا لاجئين هناك بموجب قانون عفو خاص وقعه الرئيس الأسبق فرانسوا ميتران، خلال فترة العنف في إيطاليا في سبعينات وثمانينات القرن ال20، والتي عرفت باسم «أعوام الرصاص». ورغم أن ساركوزي كان تعهد، قبل توليه الرئاسة، بإعادة «الإرهابيين الإيطاليين» المدانين إلى بلادهم بالقوة، إلا أنه عاد وتراجع عن قراره هذا. وأقرت بروني بأنها، وشقيقتها الكبرى، حثتا ساركوزي على منع ترحيل المطلوبين. وبعد أسبوع من قرار ساركوزي، الذي أسعد زوجته بالطبع ولكنه أثار غضبا واسعا في إيطاليا، توجهت جماعة إيطالية معنية بحقوق الضحايا إلى باريس ونظمت احتجاجا أمام قصر الإليزيه .