على طريقة «أهل مكة أدرى بشعابها» كسب الطاقم الفني السعودي التحدي أمام العنصر الأجنبي بعد سيل الانتقادات التي لاحقت القناة الرياضية السعودية خلال إخراج عدد من مباريات دوري زين السعودي للمحترفين التي دار معظمها حول عدم توفيق الطاقم الأجنبي في إرضاء ذائقة المشجع السعودي بالشكل المطلوب سواء كان ذلك من خلال الإعادات أو التعامل مع فرحة التسجيل أو ردود الفعل داخل وخارج المستطيل الأزرق. ووضحت النقلة الإخراجية بصورة جلية خلال المواجهة التي جمعت فريقي الشباب والاتحاد ضمن إطار منافسات دوري زين السعودي للمحترفين وذلك بعد أن تولى المخرج المعروف سعد الوثلان زمام الأمور بصفته مخرجا للمباراة؛ ما كان له أثر كبير في الوصول إلى ما يريده ملايين المشاهدين خلف الشاشات في ظل معرفته برموز جسر التواصل بين الشاشة والمشاهد. «شمس» بدورها حضرت في أرجاء ملعب الأمير فيصل بن فهد بالرياض بالملز وتجولت بعدستها لرصد تحركات الناقل للحدث بالصور لمعرفة ما يدور خلف الكواليس لإيصال الصورة إلى المشاهد؛ حيث كان الملاحظ أن معظم الكوادر التي تقف في مواقعها على الكاميرات من الشباب السعودي الذين وضح حماسهم لنيل الفرصة وتقديم عمل مميز يرضي المشاهدين وسط لغة تفاهم دائمة بينهم وبين المخرج سعد الوثلان صاحب اللمسة الأخيرة قبل وصول الصورة إلى المشاهد. وفي الموقع نفسه حضر عدد من الكوادر الأجنبية التي كانت تقف خلف المصورين السعوديين لمراقبة عملهم وأدائهم الميداني إلى جانب إبداء بعض الملاحظات التي تخص التصوير من خلال النقاش الدائم. في الوقت الذي اضطر فيه المصورون السعوديون على التخلي عن «الشماغ» المكمل للزي الرسمي من أجل التركيز على التقاط الصورة بالشكل الصحيح. وحاولت «شمس» الوصول إلى داخل غرفة التحكم في عربة النقل الخارجي إلا أن وجود حارسي أمن بالقرب منها حال دون ذلك؛ حيث أكدا أن لديهما تعليمات تمنع الدخول حتى لو كان ذلك في وقت الراحة رغم المحاولات للتأكيد على أن الهدف من التواجد داخل غرفة التحكم هو إظهار الصورة الحقيقية للعمل المبذول داخل عربة النقل. وفي المقابل كشفت مصادر أن مباريات دوري زين السعودي للمحترفين المنقولة قسمت إلى ثلاث فئات «أ، ب، ج» حيث تتولى شركة الخبير الرياضي التي تضم العديد من المخرجين الأجانب نقل المواجهات القوية في الفئتين «أ، ب» فيما تنقل القناة الرياضية السعودية مباريات الفئة ج إلا أن ظهور الطاقم السعودي في مواجهة الشباب والاتحاد فتح الباب على عدة تساؤلات أبرزها: ما إذا تم تغيير المخطط، وعقد اتفاقيات جديدة بين القناة الرياضية السعودية وشركة الخبير الرياضي. وبعد رصد العديد من النقاط توجهت «شمس» إلى غانم القحطاني مساعد مدير القناة الرياضية السعودية لسؤاله عما إذا كانت الانتقادات التي وجهت إلى القناة الرياضية السعودية في عملية الإخراج جعلتهم يستعينون بالشباب السعودي من أجل الإخراج وأكد القحطاني أنه لا صحة أن الطاقم الفني الذي نقل مواجهة الشباب والاتحاد سعودي 100 % وأشار إلى أن الناس ربما قالوا ذلك لأن المخرج الذي أخرج المواجهة هو سعد الوثلان الذي يعمل في الشركة نفسها، مؤكدا أن الطاقم هو نفسه الذي يعمل في السابق إلا أن هناك بعض الأمور الإضافية التي تمت إضافتها. وفيما يتعلق بتولي مصورين سعوديين المهمة في المواجهة قال القحطاني: «لدينا اتفاق ينص على أنه في كل فترة يدخل مجموعة من مصورينا مع مصوري الشركة بحيث كل طرف يدعم الآخر لتحقيق الفائدة المشتركة وتطوير الكوادر من الجانبين وكل واحد منهم متمكن». وأضاف: «أما ما يتعلق بوجود مجموعة من الأجانب خلف المصورين السعوديين فهذا يؤكد مصداقية الاتفاقية التي تحدثت عنها من أجل أن تعم الفائدة». وحول ما إذا كان سيستمر وجود معظم الكوادر السعودية في المواجهات الجماهيرية على عكس السابق أكد مساعد مدير القناة الرياضية السعودية أن هناك جدولا أسبوعيا للإخراج تحكمه عدة ظروف، وبين أنهم يتواصلون دائما مع شركة الخبير الرياضي لاختيار أفضل الكوادر». وأضاف «نحرص على تحقيق الشروط التي تهمنا لإرضاء المشاهد وبالنسبة للطواقم المشرفة على نقل المواجهات فتحكمها بعض الظروف الخاصة مثل ظروف الطيران والصحية والأسرية التي لا تسعفنا في بعض الأحيان لتحقيق جميع ما نريده ولكم أن تتخيلوا أننا نرتب جداول المراسلين الميدانيين والفنيين وننهي حجوزاتهم بناء على جدول الدوري، ومع ذلك نواجه إشكاليات»