في الدول المتقدمة يأتي القائد رقم 1 ويبني لبنة المنشأة التي يرأسها, وعندما تنتهي سنوات خدمته يأتي من بعده القائد رقم 2 ويبني طوبة فوق تلك اللبنة ليكملها حتى لو لم يعجبه شكلها؛ فبحنكة قيادته وخبرته قد يجعل من طعم تلك اللبنة الليمونية شرابا حلوا يستسيغه في العمل والتطوير، وهكذا يأتي من بعده, أما في عالمنا العربي فأجد أن اللجان المستحدثة والخطط المستقبلية صاحبة عشرات الاجتماعات على وفرة عجيبة, كل قائد يطمح لسن قوانين وخطط جديدة تميّزه عن غيره، ولا بأس في ذلك إن أثبت نجاحها على قدم وساق, لكن المؤسف هو أن يأتي من بعده ليلغي ويقفل واعدا بخطط ونتائج أفضل, الغريب أن حنكتهم القيادية قد غابت عنها بند مدة الخدمة, فلا وعي بأن لكل منهم فترة محدودة عليه بالإنجاز فيها إلى أمد انتهائها, لكن من منطلق من أمِن العقوبة أساء الأدب فذلك يعني أن مرونة تلك الفترة تجعل اللجان والوكالات غير الناشطة في ازدياد. حتى في الدورات التي تبحث عن التطوير والإبداع تجد أن الفكرة تصول وتجول حول وضع قائمة تحدد فيها يا بطل أهدافك وأولوياتك وخططك, ونرتب ونكتب وحين الإنجاز تكون المحصلة صفرا, حينها فقط تتمنى أنك لم تجدول تلك المهام كما هي في قائمة بل تتركها على الله دون تخطيط, وهنا يكمن خطأ أن يتأثر الفعل الحسن بالكثير من الشوائب, وأنا ممن يقتنع تماما بأن كثرة الشيء تُضيع من جودة فعله وإنتاجه, وقس على ذلك مجمل أمور حياتك. بل توجد قوائم بالمهام التي يجب أن يؤديها من عام 2000, بعضها ما قد حصل والآخر على قيد الانتظار, وهذه ليست دعوة للعجلة فخيرة الأشياء تأتي عندما يكتبها ربي لكلٍ منا, وروعة النظر إلى قوائمك المُنجزة التي تشعرك بحجم نجاحك وذلك بشطب بسيط لمهام عنق الزجاجة التي مررت فيها يجعلك محترفا في استخدام تلك الوسيلة.