لم يعد مدافع الفريق الهلالي أسامة هوساوي يقدم الأداء الذي عرف عنه في أعوامه الأخيرة مع الوحدة أو في أول موسمين مع الهلال اللذين كان فيهما بقمة تألقه، حيث انحدر مستواه بشكل مفاجئ بعد ذلك، والغريب في الأمر أنه بدا كما لو كان عاجزا عن العودة إلى سابق عهده، حيث يواصل للعام الثاني على التوالي حالة الهبوط العام في أدائه، حتى بات لقب «أبوكلبشة» الذي أطلق عليه مسبقا غير مناسب له حاليا. .. وبالنظر إلى المسببات الرئيسة لهبوط مستوى لاعب كرة القدم نجد أن التقدم في العمر واحد من أهم العوامل، وإلى جانبه الإصابات والإرهاق، ولا يعاني هوساوي أيا منها، ولكن هناك سببا آخر ربما أثر بشكل كبير عليه وهو عدم التركيز الذهني، لكون هاجس الاحتراف الخارجي شتت تفكيره كثيرا، وبدأت تلك القصة منذ أن خرج مدرب الهلال السابق جيريتس بتصريح أكد فيه أن هوساوي بإمكانه التألق في أوروبا، علاوة على عدم حسم أمر تجديد عقده وهو ما عقد المسألة بشكل أكبر. ويبدو هوساوي سيئ الحظ أيضا في هذا الجانب لأن فترة هبوط مستوياته تزامنت مع عدم الاستقرار الفني في فريقه، بداية من رحيل جيريتس قبل أن يتم التعاقد مع كالديرون ومن ثم جلب الألماني توماس دول، ما جعل هوساوي يعاني أيضا من «أزمة ثقة» بعد أن غاب فترة طويلة عن تألقه، فكما يعرف الجميع أن اختفاء بريق النجومية يجعل ثقة اللاعب في قدراته تهتز بشكل كبير. وبشكل عام على هوساوي أن يعي أن فرصة الاحتراف في أوروبا في حال حدوثها، حيث تلقى عرضين رسميين بحسب حديث رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد، لن تكون موفقة بالنسبة له وهو بهذا المستوى، بل قد تكون نقطة سلبية في مشواره الرياضي، خصوصا أن مستوياته الحالية ربما تجعل منه مدافعا يحبه كل مهاجمي الدوري الفرنسي. ولهذا يجب أن يستعد منذ الآن لتلك التجربة، من خلال العمل على تجاوز كل المسببات التي أدت إلى نزول مستواه، وتحضير نفسه نفسيا لخوض تجربة احترافية صعبة جدا وفي دوري يفوق قوة «زين» بأضعاف، وبتلك الطريقة فقط قد نرى هوساوي ناجحا في أوروبا متى ما كتب له الاحتراف هناك.