فجر العديد من السيدات حول العالم مفاجآت سياسية وصعدن مراتب قيادية لم يكن في حكم الوارد أن يصلنها بسبب التنافس والصراعات القوية والمناورات التي تتطلب أعصابا حديدية ونفسا طويلا، إلا أنه وبرغم الصور الوردية التي خلفتها سيدات تسلمن مناصب رئاسية في بلادهن جاءت نهايتهن غير وردية على الإطلاق، بل كان السجن هو مصيرهن بتهم كن أعلن الحرب عليها. والحكم الذي صدر قبل أيام بالسجن سبعة أعوام على رئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة يوليا تيموشنكو التي قادت الثورة البرتقالية في بلادها في 2004، أثار ردود أفعال دولية واسعة اتسمت في معظمها بالاستنكار بسبب ما قيل إنه تصفية حسابات مع الحكام الحاليين بسبب ماض مغرق في العداوة السياسية. وتولت تيموشينكو رئاسة الوزراء لفترة وجيزة في 2005 ثم مرة أخرى في الفترة ما بين 2007 و2010 ولكنها هزمت أمام يانوكوفيتش في انتخابات الرئاسة العام الماضي. ورغم ما تتميز به تيموشينكو من سمات جمالية، إلا أنها تتميز بأعصاب قوية وإرادة لا تلين، وبطموح لا سقف له لا تقف عندها حدود، وحنكة سياسية مكنتها من إدارة مقاليد الأمور ومواجهة كثير من الأزمات، لكن في المقابل فإن خصومها يعتبرونها انتهازية بكل ما للكلمة من معنى. وسجن الخصوم السياسيون تيموشينكو مرتين حتى الآن. وكان اعتقالها الأول عام 2001 واستمر 42 يوما عندما اتهمت بتهريب غاز طبيعي بمليارات الدولارات إلى أوكرانيا في منتصف تسعينيات القرن الماضي. أما المرة الثانية فسبب إدانتها باستغلال نفوذها «بشكل إجرامي» لتوقيع صفقة غاز مع روسيا في 2009. وفي مكان بعيد عن تيموشينكو تواجه الرئيسة السابقة للفلبين جلوريا ماكاباجال أرويو اتهامات جنائية حول صفقات غير شرعية أبرمتها وهي اتهامات لو ثبتت فإنها كفيلة بإيداعها السجن أعواما طويلة. وكانت أرويو «64 عاما» قد وصلت إلى السلطة بعد انتفاضة شعبية أطاحت بالرئيس جوزيف استرادا في شهر يناير 2001 حيث كانت تتولى منصب نائب الرئيس. واحتلت أورويو وهي ابنة رئيس سابق «1961-1965» المركز الرابع في تصنيف مجلة «فوربس» لأقوى سيدات العالم ونالت إجازة جامعية في الحقوق وزاملت الرئيس الأمريكي الأسبق بل كلينتون. وبعيد توليها الرئاسة في 2001 تعهدت الرئيسة السابقة بمكافحة الفساد لكنها تواجه الآن، وهي الآن العضو في الكونجرس، العديد من الاتهامات بالفساد التي رفعها أفراد ومنظمات عن صفقات غير شرعية مزعومة خلال رئاستها التي استمرت من 2001 حتى 2010. كما تتهم بتزوير الانتخابات وانتهاكات حقوق الإنسان خلال إدارتها لكنها أنكرت جميع الاتهامات. وفي بنجلاديش كانت تهم الفساد هي الأخرى من أدخلت رئيسة الوزراء السابقة خالدة ضياء السجن أكثر من عام وهي تهم تؤكد براءتها منها وأنها حيكت بسبب خصومات سياسية. وتولت خالدة رئاسة الوزراء خلال الفترة من 1991 إلى 1996 ومن 2001 إلى 2006 واعتقلت مع ابنها الأصغر عرفات رحمن كوكو في 2007 خلال عملية وصفت بأنها تطهير ضد الجريمة والفساد .