تتحمل نساء القارة الإفريقية وطأة الصراعات في القارة، ويطالبن الآن بدور حاسم لهن في حفظ السلام «من الخطورة أن تكوني امرأة من أن تكوني جنديا خلال نزاع مسلح».. حسب رئيسة تجمع النساء في دولة جنوب إفريقيا ميفيس ماتيلادي في تصريح لوكالة إنتربريس سيرفس، وأضافت «غالبا ما لا توجد امرأة إفريقية واحدة لم تشهد ممارسة العنف ضد امرأة أخرى. الرجال يقاتلون في الحروب والنساء هن الضحايا سواء بسبب انهيار البنية التحتية، أو إجبارهن على الوقوع ضحية الاستغلال الجنسي للبقاء على قيد الحياة، أو معاناة آثار ما بعد الحمل، ناهيك عن الوصم القسري، والأمراض المنقولة جنسيا». واعتمد البرلمان الإفريقي في ميدراند قرارا بتعزيز المشاركة السياسية للمرأة في مجال حفظ السلام وإدارة الصراعات، نهاية سبتمبر الماضي. وركز القرار على الحاجة الملحة إلى ضمان تمثيل أفضل للنساء على المستويات الوطنية، بحيث يمكنها من المشاركة في اتخاذ القرارات لمنع الحروب والتوسط في الصراعات. وتقول النائبة الثانية لرئيس البرلمان الإفريقي فرانسوا لابيل إن العنف المبني على الجنس أصبح سمة من سمات الصراع المسلح ويرتبط ارتباطا وثيقا بقضايا النوع الاجتماعي في إطار ثقافة الصراعات المسلحة. وأضافت «سنكون قادرين على بناء قاعدة للسلام فقط لو تمكنت المرأة من أن تلعب دورا كاملا وعلى قدم المساواة في عمليات الوساطة»، علما أن العام الجاري يتزامن مع مرور 11 عاما على قرار الأممالمتحدة رقم 1325 الذي يتناول حقوق المرأة في النزاعات والحروب ومفاوضات السلام وعمليات إعادة الإعمار. كما نص القرار الأممي على زيادة تمثيل المرأة على جميع مستويات صنع القرار في حل النزاعات وعمليات السلام. ومع ذلك، لم تترأس أي امرأة أبدا أي مفاوضات سلام أممية، بل وتشكل النساء أقل من 8 % من وفود التفاوض في عمليات السلام التي تتوسط فيها الأممالمتحدة، في حين أن أقل من 3 % من النساء وقعن اتفاق سلام. ولا تزال النساء والفتيات يعانين بمعدل غير متكافئ أثناء الصراعات وبعدها. وقالت رئيسة تجمع النساء في دولة جنوب إفريقيا ميفيس ماتيلادي إنه على الرغم من التزام الحكومات في القارة بمثل هذا القرارات، إلا أن هناك تركيزا أقل على الأدوار التي يمكن أن تؤديها المرأة قبل الصراعات وخلالها وبعدها. من جانب آخر قالت رئيسة تضامن نساء إفريقيا ماري لويز باريكاكو، وهي منظمة دولية غير حكومية متخصصة في قضايا المساواة بين الجنسين والسلام والتنمية، إن قضية استخدام الاغتصاب والعنف الجنسي سلاحا، لا تزال مهملة. وذكرت أن هذا العنف الجنسي ضد المرأة «يفلت من العقاب، ويبقى الجناة أحرارا طلقاء، وهو ما يأتي بثقافة جديدة للاغتصاب والعنف الجنسي».