«... يولد الكره عشقا آسرا» أمريكا الحديث المربك الجميل المتوجس، هي الخبز اليومي للصحافة، للسياسة، للبسطاء وأساطين العلم وللحياة.. تلك العظمى التي اختلفنا معها من يحب من..؟ أمريكا حديث لذيذ أليم اقتسمته في حوار دار بيني وبين أستاذ علم الاجتماع الدكتور عبدالله الفوزان، يقول عن أمريكا إنها قدمت لنا نموذجا للحياة ونحن من قلدنا ولبسنا الجينز واستبدلنا الجريش بالبيتزا وتبعناها دون فرض منها! والخلاف بيني وبينه في مسألة الهيمنة، ربما تجاهل أو نسي أن أمريكا لم تنتظر خيارنا بل فرضت علينا ثقافتها وسياستها. إلا أني أتفق معه في أننا اخترنا التبعية وفي أحيان كثيرة فرضت علينا! كنت أتساءل: هل ما تصنعه أمريكا هوية أم هاوية؟ في اللعبة – أي لعبة - هناك منتصر ومهزوم باستثناء اللعبة الأمريكية فهي اللعبة النزيهة التي تمارس على رقعة الشطرنج العربية بشكل واضح غير أنه فيما يبدو أن قوانين اللعبة لزجة حد انفراطها من أذهاننا. مع أمريكا منتصر ومنتصر أكثر.. لا هزيمة إنما مصالح وإصلاحات ودفع مشترك لعجلة التطور والنهوض وخدمة الإنسانية! كل الوصايا التي تمارسها أمريكا عالميا هي نبع من حنان تام كحنان الأم.. فهي تمسح دمع هذا وتؤدب - بالعصا اللينة ولا مانع من الثقيلة أحيانا- الآخر كي تحميه وتهيئه للحياة الطويلة! كما أنها تتبرع بعكازات كثيرة للعاجزين وتواري سوآت آخرين! متنوعة الخدمات وحريصة على البذل والعطاء والمبادرة من أجل سلام يسود؛ لذا فمقترحاتها واجب حضاري لا بد من اتباعه.. أمريكا تجهد ذاتها إن لم نكن صالحين للحياة وإلا فخيارنا الآخر مفتوح، إلا أن ما لم أعرفه هل أمريكا تمازحنا أم جادة في سحقنا، أقصد صناعتنا ثقافيا!