الضجيج الإعلامي المصاحب لانتخابات غرفة جدة يجعل منها شأنا محليا يهم كل الناس وليس فقط الناخبين والمرشحين!، وهي بالفعل تعد ضمنيا صورة مصغرة لوطن يتطور في ممارساته وآلياته! وقد نسيت الصحافة المحلية أو تناست ما جرى في انتخابات هيئة الصحفيين، أو ما جرى في مقرات أبناء العمومة.. الأندية الأدبية، والأندية الرياضية وحتى فروع جمعية الثقافة والفنون، وهلم جرا!! نسيت ذلك كله وعلقت أنظارها ثم غرزت رؤوس أقلامها في جلد «غرفة جدة»، وهو الجلد الأملس الذي عانى من البثور! فما الذي يجعل ما يفعله المثقفون حلالا وما يفعله التجار إجراما!!!.. ولماذا يعطي بعض الصحافيين الحق لأنفسهم بمحاسبة ومقاضاة ما جرى في غرفة جدة.. ثم يضعون أياديهم على أفواههم إشارة الصمت المطبق عما حدث بين ظهرانيهم وبأيديهم؟! وأختصر القول في هذا الشأن بعبارة واحدة (إذا كان بيتك من زجاج.. لاتضرب الآخرين بالحجارة)! كلنا ذلك الغليان الانتخابي الطافح على النار حتى خرج الزبد منه غثاء!! ولابأس شرط أن لا تعير فئة الفئة الأخرى، وأن نخرج كلنا من مرحلة تبادل الاتهامات، وتوجيه النصائح! ولنقرر معا ماذا نريد أن يكون الغد؟! ولاينبغي أن نضحك على أنفسنا ونقول نريد ديمقراطية نزيهة لأن قبول الوجه المليح للديمقراطية يعني الجهل بوجهها القبيح، والحقيقة أن للديمقراطية وجهين!! ومن أعجبه «المليح» عليه قبول «القبيح» ولو لم يعجبه! لأن الاثنين لاينفصلان! ومن يقول إن الديمقراطية قوامها الأخلاق لا يقول الحقيقة.. لأن الديمقراطية قوامها قواعد وتنظيمات فقط! وهي كاللعبة تبدأ وتنتهي ضمن قانون اللعبة كما يفعل اثنان على طاولة الشطرنج لابد أن يكون أحدهما غالبا والثاني مغلوبا بناء على قواعد اللعبة ونظمها! أحدهما يقول للآخر «كش» أي أخرج!! وعندما يقف المهزوم مهنئا الفائز على انتصاره وتفرح بالمشهد المؤثر الصحافة العربية كما يحدث كل مرة في الانتخابات الرئاسية الأجنبية خصوصا الأمريكية ويدق العرب طبولهم شوفوا وتفرجوا على الأخلاق «الديمقراطية» وياسلام على هذه الروح الأجنبية! ها هما المنتصر والمهزوم يتعانقان! عندما يفرح بعض الصحافيين العرب بهذه الأخلاق الديمقراطية، تكون الحقيقة في إتجاه آخر، وهي أن الخصمين يتعانقان لأن العناق لايعكس أخلاقيات الأطراف بقدر ما يعكس قواعد اللعبة وأصولها ونظمها! بينما في قلبيهما لايزال ألد الخصام! هل تريدون أن نتمرقط؟ فلندرك غذا أن للديمقراطية ثمنا!! وثمنها قد يكون فادحا!! وحين ترتدي الديمقراطية قفازات لاتصبح ديمقراطية! ونحن العرب أعجبتنا لمعتها وخلب ألبابنا بريقها مثل إعجابنا بالقمر حتى صار رمز الشعر العربي قبل اكتشافه! هل أكمل؟... ربما!!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة