افتتح يوم السبت معرض الملك خالد الذي تنظمه مؤسسة الملك خالد الخيرية، في محطته الخامسة في منطقة القصيم. وحضر الافتتاح الذي أقيم في قصر الضيافة أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، والأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير ورئيس مجلس أمناء مؤسسة الملك خالد الخيرية. وأشاد أمير القصيم في حفل الافتتاح بالحقبة الزمنية التي واكبت تولي الملك خالد بن عبدالعزيز «1975 - 1982»، مؤكدا أن الملك خالد «أسس لمنهج أمني استطاع من خلاله التصدي لكل من حاول أن يسيء لهذا الوطن ومقدساته». كما أشاد بمؤسسة الملك خالد الخيرية وما تقدمه للمجتمع من أعمال خيرية في مجال التنمية والعمل الاجتماعي، موضحا أن المؤسسة تسير على النهج الذي تنتهجه المملكة في مؤسساتها الحضارية بهذا الشكل والأسلوب المتميز الذي جعل من المؤسسة معلما حضاريا واضحا خلال السنوات القليلة الماضية، مشيرا إلى ما حققته المؤسسة في مجال العمل الخيري والاجتماعي وفي شتى نواحي الحياة. ودعا أمير المنطقة أهالي منطقة القصيم لزيارة المعرض للتعرف عن قرب على حياة ومسيرة الملك خالد وصفاته وأخلاقه ودوره وإسهاماته في تطور المملكة العربية السعودية في شتى المجالات. بعد ذلك قدم فيلم وثائقي يحكي سيرة الملك خالد بن عبدالعزيز في مختلف المجالات التنموية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والتقنية ودوره في تحقيق الرفاهية للمواطنين، وتطوير البنية التحتية المهمة من كهرباء وطرق ومواصلات واتصالات وفي شتى المجالات التي تهم الوطن والمواطن، إضافة إلى الدور الذي اضطلع به في توسعة وخدمات الحرمين الشريفين وتقديم الخدمات للزوار والمعتمرين والحجاج خلال فترة قيادته للمملكة العربية السعودية، كما استعرض الفيلم السياسة الداخلية والخارجية التي انتهجها الملك خالد، رحمه الله، والقضايا العربية والإسلامية. بعد ذلك قام أمير منطقة القصيم بمشاركة أمير منطقة عسير بتدشين المعرض إيذانا بافتتاحه للزوار ثم قاما بجولة داخل المعرض يرافقهما نائب أمير منطقة القصيم وعدد من الأمراء والمسؤولين للاطلاع على قاعاته السبع والتي تبلغ مساحتها ألف متر مربع يعرض بها مقتنيات خاصة ومخطوطات وصور فوتوغرافية ولقطات فيديو توثق تاريخ الملك خالد بن عبدالعزيز، إضافة إلى أنه يضم عددا من المطبوعات والصور والكتب والأفلام التي ترصد تاريخ وسيرة الملك خالد وإنجازاته، إضافة إلى عرض بعض المقتنيات الخاصة به. وترمز هذه القاعات السبع إلى سنوات حكمه السبع، حيث تعرف القاعة الأولى بالملك خالد بصفته رجل دولة قاد بلاده في بحر من الأمواج العالمية والإقليمية المتلاطمة، وتمكن من التوفيق بين البناء والحزم مع الطغاة في نفس الوقت وكيف استطاع أن يقود البلاد من خلال عاصفة الفتنة إلى مزيد من التلاحم والترابط بين القيادة والشعب. أما القاعة الثانية فتعنى بأهم المواقف التي اتخذها الملك خالد تجاه الأحداث الإقليمية والعالمية ودوافعه لاتخاذ تلك المواقف وأهم الدول التي زارها. وتلقي القاعة الثالثة الضوء على قربه من مواطنيه، وكيف كان الملك يتعامل بكرم وسخاء مع مواطني المملكة خاصة منهم الكبير والعاجز، حتى أصبح القدوة والمثل الأعلى للمسؤولين في عهده. بينما تركز القاعة الرابعة على عمق إيمان الملك خالد بربه، والتزامه بتعاليم الإسلام الحنيف حتى في هواياته التي لم تتجاوز الموروثات التاريخية التقليدية التي أقرها الإسلام، واعتادها العرب وتعارفوا عبر تاريخهم الطويل على توريثها لأبنائهم وتشجيعهم على ممارستها، وفي مقدمة هذه الهوايات الفروسية والرحلات البرية والقنص بالصقور التي يعود الفضل في تعويده عليها إلى والدته الأميرة الجوهرة بنت مساعد بن جلوي التي كانت مولعة بالفروسية وتربية الفرسان. وتوضح القاعة الخامسة كيف كانت علاقة الملك خالد بأهله وأبنائه وأحفاده الصغار وكيف كانت علاقته بإخوانه وأصدقائه والعاملين معه، إضافة إلى علاقته بجيرانه قبل وبعد توليه الحكم. وتركز القاعة السادسة على مدى تعلق الملك خالد بربه وببيوت الله، وكيف أن العقيدة متغلغلة في نفسه ومسيطرة على فؤاده لا يتخطى تعاليمها أبدا في تعامله مع الناس بصرف النظر عن مدى قربهم وبعدهم عنه. وأما القاعة السابعة فتبين كيف تمكن الملك خالد من اختيار المشروعات الاقتصادية الكبرى التي لا تقتصر فوائدها على المدى القصير، ولكن تتخطى في مردودها الزمان والمكان لتشكل قاعدة صلبة لتنمية مستدامة مستمرة مازال الاقتصاد السعودي يجني ثمارها وسيستمر في جني ثمارها لعقود طويلة قادمة. وسيستمر المعرض الذي سيكون متاحا للجميع زيارته حتى 4 ذو الحجة المقبل بعدها سيتم الاستعداد لإشهاره في المنطقة الشرقية كمحطة سادسة وأخيرة .