ظهر الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز أخيرا في عاصمة بلاده كراكاس بشكل جديد، حيث تساقط شعره وأصبح أصلع الرأس بسبب تلقيه المرحلة الرابعة من العلاج الكيميائي بعد أن خضع في كوبا لعملية استئصال ورم سرطاني في منطقة الحوض. وجاء الظهور الأول لتشافيز بشكله الجديد خلال مراسم أداء العديد من الوزراء ومسؤولين آخرين اليمين الدستورية، كانت تأجلت بسبب المشكلات الصحية التي يعانيها. ورغم سقوط شعره، إلا أن تشافيز بدا متفائلا بشأن العلاج من السرطان، حيث قال: «نحرز تقدما أفضل. إن تساقط الشعر بسبب تلقي العلاج الكيميائي أمر طبيعي، وهو يعني أن العلاج فعال». وأوضح أنه لم يعد هناك خلايا سرطانية في جسده، بل وأصر على أن جلسات العلاج الكيميائي وقائية في إطار التخفيف من خطورة مرضه. ولم يخل كلامه من روح الدعابة المعهودة فيه، حيث مازح الوزراء بالقول عن التغييرات في رأسه إنها «نيو لوك NEW LOOK». وكان تشافيز قام برحلتين إلى كوبا لإزالة الورم، الذي وصف بالكبير، وكذلك بدء العلاج الكيميائي. ورغم مرضه العضال، إلا أنه لا يزال يبدي رغبة في المنافسة والفوز بولاية رئاسية جديدة مدتها ستة أعوام، ويسخر من خصومه دائما بقوله إنه سيبقى في منصبه لعقود «حتى تحقيق أهدافي وموتوا بغيظكم يا أعداء فنزويلا». وهو من مواليد 28 يوليو 1954 وأصبح رئيس فنزويلا ال53 عندما تولى الحكم في الثاني من فبراير 1999. ويعرف بحكومته ذات السلطة الديمقراطية الاشتراكية المعادية لأمريكا والغرب، كما اشتهر بمناداته بتكامل أمريكا اللاتينية السياسي والاقتصادي واتحادها. ولتشافيز سجل عسكري متميز في الجيش الفنزويلي. وكان قام بمحاولة انقلاب فاشلة عام 1992 ضد حكومة كارلوس أندريس بيريز، وأودع على أثرها السجن الذي خرج منه ليتولى السلطة عن طريق صناديق الاقتراع. وفي لقاء مع صحيفة «إيه بي سي» الإسبانية، اعترف تشافيز بأنه بكى كثيرا حينما علم بأمر مرضه بالسرطان، مضيفا أنه ورم صغير في الحوض، ولكنه رغم ذلك هدد حياته وجعلها في خطر. وقال تشافيز في مقابلة مع الصحفي خوسيه بيسينتي رانجيل: «بمجرد علمي بأنني مريض بالسرطان ذهبت إلى الحمام وبكيت كثيرا. وأيضا بكيت من أجل أبنائي وقلت للزعيم الكوبي فيديل كاسترو لماذا أنا؟ وذكرني بكائي بموقف عشته في إبريل 2002 خلال الانقلاب الفاشل الذي أدى إلى طرده من فنزويلا «وأعترف بأنني بكيت كما بكيت في 12 إبريل 2002». وحلق بعض المواطنين الفنزويليين رؤوسهم تضامنا مع رئيسهم المريض. وبعد إجراء العملية الجراحية في كوبا، يونيو الماضي، اعتقد كثير من مواطني فنزويلا أن فترة النقاهة لتشافيز ستبقيه في الخارج لأسابيع، وربما لعدة أشهر. ولكنه عاد مباشرة للبلاد حيث عرض التليفزيون المحلي لقطات للرئيس وهو يودع نظيره الكوبي راؤول كاسترو في هافانا، ثم الاستقبال الحافل من جانب الوزراء في مطار مايكويتيا خارج العاصمة الفنزويلية كراكاس. ورغم السعادة الغامرة بين مؤيديه، إلا أن حالة تشافيز الصحية كانت غير واضحة، وأشارت إلى أنه يحتاج لعلاج مطول. وأعلن تشافيز أمام أعضاء حكومته في اجتماع نقلت وقائعه الإذاعة والتليفزيون أنه «تعافى كثيرا» من السرطان، لكنه لا يزال يتعين عليه الخضوع لجلستي علاج كيميائي وأنه قد يفقد شعره قريبا. ولم يدل الرئيس بأي تفاصيل حول طبيعة السرطان، إلا أنه حاول إسكات التكهنات حول ما إذا كان المرض سيؤدي إلى تنحيه عن السلطة التي يتولاها منذ 12 عاما. وأكد أنه مصمم على الترشح لولاية رئاسية ثالثة لقيادة فنزويلا الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» والتي يعيش فيها 29 مليون نسمة، رغم صراعه مع السرطان. وقرع تشافيز على صدره أمام الكاميرات لإظهار قوته .