في مطلع يوليو الجاري، عاد الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز فجأة إلى بلاده بعد جراحة في كوبا لإزالة ورم سرطاني في الحوض وأعلن أنه «على ما يرام» رغم التكهنات بأنه مازال يحتاج إلى علاج كيميائي مطول. وقال وهو يلوح بقبضته في الهواء ويردد أغنية شعبية بعد هبوط طائرته في الساعات الأولى من الصباح، قبل يوم واحد من احتفال فنزويلا بالذكرى ال200 لاستقلال البلاد عن إسبانيا: «هأنذا قد عدت إلى الوطن، وأنا سعيد. صباح الخير يا محبوبتي فنزويلا». وستغير عودة تشافيز حركة الساحة السياسية حيث كان الجميع من كل الأطياف يستعدون لغياب طويل قد يستمر عدة أشهر للرجل الذي هيمن على الدولة طوال ال12 عاما الأخيرة. اعتقد كثير من مواطني فنزويلا أن فترة النقاهة لتشافيز ستبقيه في الخارج لأسابيع، وربما لعدة أشهر بعد إجراء جراحتين إحداهما لإزالة ورم سرطاني. وعرض التليفزيون الفنزويلي لقطات لتشافيز وهو يودع الرئيس الكوبي راؤول كاسترو في هافانا، ثم الاستقبال الحافل من جانب الوزراء في مطار مايكويتيا خارج العاصمة الفنزويلية كراكاس. ورغم السعادة الغامرة بين مؤيديه، إلا أن حالة تشافيز الصحية مازالت غير واضحة، وقد يحتاج إلى علاج مطول في فنزويلا. وأعلن تشافيز أمام أعضاء حكومته في اجتماع نقلت وقائعه الإذاعة والتليفزيون أنه «تعافى كثيرا» من السرطان، لكنه لا يزال يتعين عليه الخضوع لجلستي علاج كيميائي وأنه قد يفقد شعره قريبا. ولم يدل الرئيس بأي تفاصيل حول طبيعة السرطان، إلا أنه حاول إسكات التهكنات حول ما إذا كان المرض سيؤدي إلى تنحيه عن السلطة التي يتولاها منذ 12 عاما. وأكد أنه مصمم على الترشح لولاية رئاسية ثالثة لقيادة فنزويلا الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» والتي يعيش فيها 29 مليون نسمة، رغم صراعه مع السرطان. وقرع تشافيز على صدره أمام الكاميرات لإظهار قوته، إلا أنه وفي اتصال هاتفي مع التليفزيون الحكومي في وقت لاحق بدا وكأنه يريد تحضير الرأي العام للتغييرات التي يمكن أن تطرأ عليه جسديا نتيجة العلاج الكيميائي. وقال: «من المؤكد أنكم سترون تشافيز أصلع بعد أيام. هل تتذكرون الممثل الأمريكي يول براينر؟ سأكون يول تشافيز؛ لأنني سأفقد شعري بعد فترة قليلة». وقال تشافيز إن الزعيم الكوبي فيدل كاسترو أبلغه بنفسه أن الأطباء لم يجدوا ورما خبيثا بعد إزالة الورم الأول. وأوضح «أكد لي أنهم لم يجدوا شيئا»، واستطرد ضاحكا «لم أسمع قط خطابا لكاسترو أقصر من هذا»، في إشارة لما يعرف عن الرئيس الكوبي السابق من إلقاء خطب طويلة. وقام أسطورة كرة القدم الأرجنتيني السابق دييجو مارادونا بزيارة تشافيز في المستشفى الذي كان يعالج فيه بكوبا. وكتب تشافيز على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قائلا: «أشكر مارادونا على زيارته الأخوية لي. كنا معا مع فيدل كاسترو». وسعى تشافيز لإظهار أنه يسيطر تماما على مقاليد الحكم في البلاد منذ عودته، فقام بجولة في قاعدة عسكرية وعقد اجتماعا للحكومة أخبر فيه وزراءه أنهم سيحتفظون جميعهم بمناصبهم. وخلط الرئيس بين كرة القدم وشؤون الدولة السياسية، حيث أظهر التليفزيون الرئيس وهو يشاهد مباراة ببطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية الأخيرة بين فنزويلا والإكوادور مرتديا قميص منتخب بلاده مع بعض مساعديه المقربين وهو يقر اعتمادات مالية لمشروعات حكومية .