ارتفعت أسعار الأسمنت بشكل ملحوظ في السوق السعودية خلال الربع الثاني الجاري من 227 إلى 241 ريالا للطن، فيما شهد قطاع الأسمنت نموا قويا خلال الفترة، وارتفعت عائدات وصافي دخل الشركات التسع المدرجة في السوق المالية بنسبة 23 % سنويا بسبب النمو القوي في حجم المبيعات «15 % للشركات المدرجة»، إضافة إلى ارتفاع أسعار الأسمنت بنسبة 6 %. حسب أحدث تقرير للأهلي كابيتال حول أداء قطاع الأسمنت بالمملكة خلال الربع الثاني من العام الجاري. ورأى التقرير أن الارتفاع تركز في الأسمنت المعبأ بالمنطقة الغربية، بسبب التوقف المؤقت للإنتاج في أسمنت ينبع في ظل إشكالات في الوقود من جهة، وارتفاع الطلب على الأسمنت من جهة أخرى، مشيرا إلى أن متوسط أسعار النصف الثاني من 2011 ربما سيسجل 238 ريالا بانخفاض نسبته 1 % عن النصف الأول، ولكن أعلى بنسبة 3 % على أساس سنوي. وكشفت مؤسسة الأهلي كابيتال، أحد البنوك الاستثمارية في المملكة، أن توقعاتها لا تزال إيجابية حول أساسيات قطاع الأسمنت السعودي للفترة المتبقية من عام 2011، وأنها ستشهد نموا جيدا في الطلب مع استقرار الأسعار، على الرغم من أن شهري يوليو وأغسطس شهدا تباطؤا موسميا اعتياديا. وأكدت أن ارتفاع العوائد من أهم إيجابيات القطاع مع توقعات ببلوغها نحو6 – 7 % في 2011. وأعربت «الأهلي كابيتال» عن اعتقادها أن الربع الثالث من 2011 سيكون ربعا قويا آخر لقطاع الأسمنت، رغم تباطؤ النمو الذي سجله في النصف الأول من العام متأثرا بموسمي الصيف وشهر رمضان المبارك، وأبقت توصيتها بشراء سهم شركة أسمنت اليمامة عند سعر مستهدف قدره 72.5 ريال، مدعومة بقدراتها الإنتاجية العالية ومستويات سعر السهم، والتي من المفترض أن تمكنها من الاستفادة من الطلب القوي حاليا في المملكة، خصوصا أن التكاليف التشغيلية المنخفضة تضيف إلى قوتها التنافسية، كما أن موقعها في الرياض يمكنها أيضا من الاستفادة من الطلب القوي على الأسمنت في المنطقة الوسطى بشكل عام، والذي يشكل 40 % من الطلب على مستوى المملكة. وقال رئيس إدارة أبحاث الأسهم المكلف فاروق مياه، «انخفضت القيمة العادلة للأسعار المستهدفة لمعظم الشركات بشكل طفيف نتيجة لارتفاع التكاليف في الربع الثاني من 2011، وانخفض السعر المستهدف لأسمنت الشرقية نتيجة للارتفاع غير المتوقع في الدخل غير التشغيلي، كما انخفض السعر المستهدف لأسمنت ينبع بسبب ارتفاع الأسعار وانخفاض المبيعات أكثر من المتوقع». وتابع مياه «نعتقد أن التوقعات لا تزال قوية للشركات المدرجة ومتوافقة مع آخر تحديث للقطاع في يونيو 2011». وأوضح مياه أن إيرادات شركات الأسمنت التسع والمدرجة في السوق السعودية ارتفعت بنسبة 23 % على أساس سنوي إلى 2،627 مليون ريال، حيث سجلت شركة الأسمنت السعودية أقوى نمو بين الشركات الكبرى المدرجة بنسبة 56 % على أساس سنوي، بينما سجلت شركة أسمنت الشرقية أدنى العائدات بنسبة انخفاض بلغت 7 % سنويا. وأضاف السيد مياه أن «الدخل الإجمالي للشركات السعودية المدرجة شهد نموا بنسبة 21 % سنويا ليصل إلى 1.369 مليون ريال في الربع الثاني من العام الجاري، كما أفادت بيانات شركة الأسمنت العربية بقوة النمو مرة أخرى عند 46 %، على الرغم من ضعف نمو شركة أسمنت المنطقة الشرقية وارتفاع إجمالي الدخل بنسبة 3 % سنويا. ورغم ذلك، انخفض الهامش الإجمالي للقطاع بنسبة 1 % على أساس سنوي ليصل إلى 52 % في الربع الثاني من 2011». وسجل إجمالي حجم المبيعات نموا بنسبة 13 % في الربع الثاني ليصل إلى 13.559 مليون طن، وارتفع إجمالي حجم المبيعات للشركات التسعة المدرجة بنسبة 15 % سنويا ليصل إلى 10.757 مليون طن، في حين زاد نمو مبيعات شركات الأسمنت الأربعة الخاصة بنسبة 5 % ليصل إلى 2.802 مليون طن في الربع الثاني من 2011. وقد كانت شركة الأسمنت العربية الأقوى نموا بين الشركات المدرجة بنسبة بلغت 39 %، بينما سجلت شركة أسمنت الشرقية أضعف معدلات النمو مع انخفاض في المبيعات قدره 9 % سنويا. وفي الشركات التسع المدرجة، ارتفع متوسط سعر الأسمنت لكل طن بنسبة 6 % سنويا، و5 % بشكل ربع سنوي ليصل إلى 241 ريالا في الربع الثاني من 2011. أما متوسط تكاليف إنتاج الأسمنت لكل طن فارتفع بنسبة 9 % سنويا و6 % بشكل ربع سنوي ليصل إلى 115 ريالا في الربع الثاني. سجلت شركة الأسمنت العربية أعلى معدلات النمو من حيث متوسط السعر، وتكلفة الإنتاج لكل طن محققة نسبة 27 % و34 % على التوالي. هذا، وقد كشفت بيانات أسمنت تبوك عن أقل سعر للأسمنت منخفضا بنسبة 1 % سنويا، بينما سجلت أسمنت الجنوبية أكبر انخفاض في تكلفة الإنتاج لكل طن بنسبة 5 % سنويا خلال الربع الثاني. وأوضح مياه «نتوقع أن تسجل شركات الأسمنت الست التي نغطيها عائدات تبلغ 1.533 مليون ريال، لتحقق بذلك زيادة سنوية قدرها 7 %، وأرباح إجمالية قدرها 828 مليون ريال، بنسبة سنوية قدرها 10 %. كما توقع التقرير أن تحقق الشركات صافي دخل قدره 745 مليون ريال بزيادة سنوية قدرها 12 %. أما العائدات الربعية، فنعتقد أنها مرشحة للانخفاض بنسبة 24 %، تبعا لانخفاض المبيعات في شهري يوليو وأغسطس اللذين صادفا فترة العطلات الصيفية وحلول شهر رمضان». ووفقا لتقرير «الأهلي كابيتال»، ارتفع إجمالي حجم المبيعات الشركات المدرجة بالسوق، في يوليو وأغسطس، بنسبة 4.7 % سنويا، متأثرا بشكل كبير بهبوط قدره 10 % في أغسطس بسبب تزامن رمضان المبارك مع هذا الشهر خلال 2011، في حين تزامن رمضان مع جزء منه في 2010. كذلك ستشهد بداية شهر نوفمبر المقبل هبوطا طفيفا في المبيعات نظرا لتزامنها مع موسم الحج. وعللا الرغم من ذلك، تتوقع الأهلي كابيتال نمو إجمالي مبيعات الأسمنت بالمملكة بنسبة 9 % في النصف الثاني من العام الجاري، مدعوما بالنشاط المتنامي لقطاع الإنشاءات المحلي .