فريق الهلال في الجولة الثانية لم يظهر بشكل مقنع كما هي الحال بالنسبة للجولة الأولى فقد قام الهلال بدور المتفرج الاحترافي في لقائه أمام فريق الشباب الذي يبني الهجمات في جمل تكتيكية جميلة وقالب باهر حينما قدم عناصره الكثير من المتعة الممزوجة بالنتيجة التي تؤمن لهم الظفر بالثلاث نقاط. فالهلال لا يزال يدفع ثمن تفريطه، ليس في لاعبين على مستوى عال فقط وإنما الاستقرار الذي راح ضحية التغيير غير المبرر من الجانب الهلالي برغم الضخ المادي الكبير الذي استرعى انتباه الكثير من المتابعين لدوري زين للمحترفين فظهور باهت كهذا لا يمكن إلا أن يكون نتيجة حتمية للتسرع والمغامرة في وقت واحد، ففي الجولة الأولى والثانية بدا واضحا فقد ثالوث المحترفين الشائق رادوي وويلهامسون ولي يونج. مباراتان لم يقدم فيهما الهلال أي مستوى يذكر وهو بطل الدوري لموسمين متتاليين فلم يهزم الهلال الموسم الماضي في أي مباراة، بيد أنه في هذا الموسم سيعاني كثيرا «فليالي العيد مبينة من عصاريها». فلا انسجام يذكر ولا ربط واضح بين عناصر الفريق ولا خطة أو تكتيك حتى يكون هناك عزاء لهذه الخسارة. الكل يتحمل هذا التعثر للفريق الهلالي ولكن الإدارة تتحمل النسبة العظمى بقراراتها وتعاقدها المتأخر «جدا» مع مدرب الفريق الألماني دول الذي هو الآخر لم يكن مقنعا على الإطلاق في اختيار التوليفة التي تظهر الهلال بحلته الحقيقة، فهناك العديد من التخبطات على مستوى الخطة والتشكيل والتغييرات التي أجراها في المباراتين السابقتين، لا أعرف إن كان اعتمد اختيار الإدارة الهلالية ل«دول» لأنه يحتوي على «الباراسيتامول» وهي المادة الفعالة في أدوية البنا «دول» والفيفا «دول» التي هي في الأساس ليست حلا جذريا لكثير من الأمراض التي تستخدم من أجلها وإنما هي مادة مسكنة فهل يمارس الهلال «التسكين» مع جماهيره أو أنه سيضغط على جماهيره ب«دول» الذي لو عكست حروفه الثلاثة سيعطيك معنى آخر لاسمه «لود» وهو الحمل أو الوزر باللغة الإنجليزية وهذا الشيء الذي لا تطيقه تلك الجماهير التي ارتبطت ارتباطا وثيقا بمنصات التتويج والبطولات دون «حمل» أو ضغوط أو حتى سياسة «التسكين». آخرا: تعتذر لكن لمن؟ كل دقيقة لها ثمن.