ستبقى صورة الكاميروني آيمانا «القضية» محل جدل مستمر، ولن يكتب لها النهاية ما دامت الحرفية المهنية غائبة في وسائل الإعلام بهذا الشكل المريب الذي يكشف واقعا مأسويا ساهم بشكل مباشر في تأجيج الشارع الرياضي وحول رياضتنا إلى ظاهرة صوتية مزعجة، وسوف تستمر هذه الجدلية ولن تنتهي بنهاية مقنعة لجميع الأطراف المتصارعة، وكما جرت العادة ستبقى صورة آيمانا قضية غير منتهية لكنها ستحضر بكل قوة كدليل إثبات يستخدمه الطرف المضاد لإلصاق تهم «الدلال والمحاباة» بنادي الهلال على الرغم من أن القضية شائكة ولم تحسم من قبل الجهات ذات العلاقة، ولعل هذه القضية تعيد لنا الكثير من القضايا التاريخية الناقصة وغير المحسومة التي تم الاستشهاد بها ضد الهلال واحتلت مساحة كبيرة من الصراعات الرياضية التنافسية، ويتداولها البعض وكأنها «مسلمات» لا تقبل النقاش والجدل، شخصيا أعتبر أن لقطة «آيمانا» هي صورة من صور الظلم والإجحاف الذي يتعرض له الهلال ولاعبوه وكشفت جانبا متأصلا عند منافسيه وهو الإقصاء ومحاولة الضغط على المسؤولين، وهو أسلوب قديم يتجدد مع كل موسم طوال تاريخنا الرياضي الممتد. أقول..إن أسلوب «التجييش» والصياح في كل الاتجاهات والجزم بصحة اللقطة ورفض الاحتمالات الأخرى، هو في الحقيقة انحدار في العمل المهني، على اعتبار أن المهنية تتطلب الأخذ بكل الاحتمالات والوقوف على آراء المختصين والفنيين، أما الركض خلف المتشدقين من أجل الحصول على رأي منفعل وموجه ضد الهلال واللاعب، فهو عمل لا يمت للمهنية بأي صلة، فأطراف القضية ما زالوا بعيدين تماما عن المشهد، حيث لم يحصل أي منتم للإعلام على رأي أحد الفنيين المختصين لكشف مدى صحة الصورة أو احتمالية «فبركتها»، ولا أظن أن البلد يخلو من هؤلاء بل إن معظم المؤسسات الإعلامية يعمل بها مختصون في هذا الجانب الفني البحت، وبالتالي لا أظن أن المسألة صعبة.. أما الإصرار على الحصول على مسؤولي الصحيفة الإلكترونية.. فمن المؤكد أن إجاباتهم لن تأتي على طريقة: «معليش.. الصورة مفبركة.. كنا نمزح معكم..!».. فهم بالتأكيد سيدافعون وسيسعون بكل قوة لإبعاد المصور «المجهول» عن واجهة الحدث..!