يكفي لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم.. أن تقوم بجولة سريعة في عالم «اليوتيوب» وتبحث عن بعض اللقطات الفضائحية للاعبين محليين ما زالوا يمارسون الركض في الملاعب.. بل إن صاحب أشهر هذه اللقطات المشينة لا يزال يقود أحد الأندية ويقدم نفسه على أنه «القائد الأنموذج»، كل تلك اللقطات جاءت مصورة تليفزيونيا ومنقولة فضائيا وشاهدها الملايين، في حين أن صورة «آيمانا» الفوتوجرافية لا تزال محل شك، ولقطات «القائد» الشهيرة لا تقبل الجدل والنقاش و«الفبركة» وعلى الرغم من ذلك إلا أنها «مرت بسلام» ودون إثارة الشارع الرياضي، ولعل ذلك يكشف جانبا مهما يجب أن يقتنع به المجتمع الرياضي بأكمله وهو استهداف الفريق الأزرق بشكل مختلف عن بقية الأندية من قِبل وسائل الإعلام، وهو الأمر الذي يتنافى تماما مع القناعة الشعبية التي جعلت من الهلال «فريق الإعلام والدلال»، فلو سلمنا جدلا بهذه القناعة، فإن قضايا الهلال ولاعبيه لن يتم تصعيدها بهذا الشكل وستبقى طي الكتمان، أما ما يحدث اليوم فهو دليل صريح على أن هناك من أراد أن يضع الهلال أسيرا لهذه القناعة على المستوى الشعبي، حتى يجد له مبررا للنيل من الهلال ويستطيع أن يوجه الرأي العام لكل ما يتعلق بالفريق الأزرق، وبالتالي لا يزال الهلال يعاني بشكل مستمر انتشار مثل تلك المفاهيم الشعبية المتغلغلة في مجتمعنا بصورة محكمة، على الرغم من أن هناك الكثير من الشواهد والقرائن والإثباتات التي تؤكد أن الهلال هو الفريق الضحية في دائرة المجتمع الرياضي..! هذا التفاعل السريع من قِبل لجنة الانضباط يؤكد بما يدع مجالا للشك أن رئيس كل لجنة في الاتحاد السعودي هو المحرك لكل قضية.. فالعمل يتم وفق «مزاج» الرئيس وليس وفق منهجية ثابتة للجان، وإلا كيف نفهم التحرك السريع من قِبل اللجنة الحالية للحكم على صورة مشكوك في صحتها، والصمت المطبق للجان الانضباط السابقة على لقطات تليفزيونية متحركة ومنقولة على الهواء..؟، فهل اللجان السابقة لم تقم بدورها على أكمل وجه وبالتالي استطاع أصحاب اللقطات المشينة أن يفلتوا من العقوبة، أم أن اللجان الحالية برؤسائها الجدد يريدون أن يثبتوا وجودهم.. وهذا لن يتحقق لهم إلا على حساب الهلال؟!