* مراسلة رويترز من خارج بني وليد، ليبيا حلت الهمهمات محل أصوات إطلاق النار خارج بلدة بني وليد، أحد معاقل الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي، أمس، بينما جلس مقاتلو الحكومة الليبية المؤقتة في شمس الصباح يناقشون هزيمتهم في اليوم السابق مع تعرضهم لإطلاق قذائف مورتر بين الحين والآخر. وفاقمت نيران هذه القذائف التي يطلقها المدافعون عن المدينة من الموالين للقذافي إذلال الرجال المناهضين له. واعترف أحد المقاتلين، الذي عبر عن دهشته لنجاته من وابل نيران القناصة والصواريخ عندما دخلت وحدته بني وليد، أمس الأول، قائلا: «كان الوضع صعبا. سنحاول بشكل مختلف المرة المقبلة». ولم يختلف المزاج عندما تلقت قوات المجلس الوطني الانتقالي، التي كانت تنتظر خارج البلدة منذ أكثر من أسبوعين من المفاوضات الفاشلة بشأن استسلامها، الأمر أخيرا بشن هجوم عسكري شامل. وصاح مقاتلو المجلس بينما اندفعوا لركوب الشاحنات الخفيفة التي وضعت عليها الأسلحة الرشاشة «بني وليد بني وليد.. الله أكبر.. بني وليد ستصبح حرة». لكن الأمر لم يكن بهذه البساطة. وبعد ساعات من القتال الضاري، بدأ رجال المجلس يخرجون من بني وليد بنفس السرعة التي دخلوا بها البلدة قائلين إنهم تلقوا أمرا بالتراجع بعد أن واجهوا مقاومة شرسة. وكانت هذه انتكاسة خطيرة لحكومة جديدة تحاول فرض سيطرتها على جميع أنحاء ليبيا والاستحواذ على المعاقل المتبقية للرجل الذي حكم البلاد لمدة 42 عاما. وكان لدى هؤلاء المقاتلين، الذين بدوا واثقين، عدة نظريات لأسباب هزيمتهم. وقال أنس مضرحة: «هناك خونة بيننا». ومضى مقاتل آخر يدعى أبو شوشة بلال إلى ما هو أبعد من ذلك وقال: «عندما دخلنا المدينة أطلق القناصة النار علينا من الأمام وأطلق الخونة النار علينا من الخلف. دائما ما يقومون ببعض الحيل». وبالنسبة لآخرين كان النفط الذي سكبه رجال القذافي على الشوارع المنحدرة المؤدية لوسط المدينة هو المشكلة. ويقولون إنه لم تكن هناك قوات كافية وكان التنظيم فوضويا ولم يكن هناك تعاون بين الوحدات المختلفة التي شاركت في الهجوم وكذلك لم يكن هناك انضباط. وقال مقاتل يدعى نور الدين زردي إن وحدته لم تنفذ الأمر بالتراجع ووجدت نفسها محاصرة ومعزولة داخل بني وليد لساعات بعدما فر زملاؤهم. وأضاف متنهدا وهو يهز قبضته «الله وحده يعلم السبب. عندما بدأ القصف لم يبلغنا أحد أن من المفترض أن نتراجع». وأوضح أن وحدته حافظت على ذخيرتها وشقت طريقها شارعا بشارع وهي تخرج من المدينة. وأضاف «لن نعتمد على زملائنا بعد اليوم» الأمر الذي يعكس انشقاقا متناميا في الصفوف بين الوحدات وتجاه الضباط. وتابع بقوله: «سنفعل كل شيء بأنفسنا وسنتخذ قراراتنا». وبدأت تعزيزات المجلس تصل من أنحاء ليبيا إلى البلدة في وقت متأخر من صباح أمس.