دار جدل بين عدد من الزملاء حول قرار منع المايكروفونات في المدرجات الرياضية، في البداية كان الاختلاف في وجهات النظر حول المتطلبات الدولية في هذا الشأن، لكن أحد الزملاء أشار إلى نقطة بالغة الأهمية، وهي أن الأهازيج التي تنشدها رابطة أي ناد هي جزء من الثقافة المحلية، وأن قرار الموافقة على منع المايكروفونات في المدرجات لم يلحظ هذه النقطة المهمة. ما ذهب إليه الزملاء في أن قرار المنع أيا كانت الإيجابيات المترتبة عليه، إلا أنه سيقود في النهاية إلى اندثار هذا الموروث الذي رافق المباريات الكروية في المملكة، وهو لا شك سيكون له أثر ثقافي، فبعد أن غابت الأصوات التي كانت تطرب، ظهر من الواضح استبدالها بممارسات هي ثقافة للآخرين، فالجماهير بعد غياب رابطة النادي بدأت في التمايل، تمايل يفرض على المخرج أن يعود ليصوره كل مره ليظهر أن هناك جمهورا يحضر المباراة، فيما السابق كانت أهازيج الجماهير هي في حد ذاته حفلة طرب ترافق المباراة، وفي أحيان تتفوق عليها. قد يكون من المفيد أن تراجع رعاية الشباب قرارها في ضوء البعد الثقافي، وأن تدافع عن فلكلور سعودي أصيل نما، وصار شيئا مكملا للمسابقات الرياضية في البلاد، وأن تحاول أن تطور في الرياضة المحلية مع الحفاظ على الهوية الثقافية، خاصة أن هذه الهوية كانت عامل جذب ظل لفترة طويلة مضربا للأمثال، ومحل استشهاد لكثير من المعلقين العرب الذين كانوا يرون أن كثيرا من الجماهير العربية عليها أن تحذوا مثل نظيرتها في المملكة، وألا تكتفي بالمشاهدة الباردة، لكن إن ظل القرار ساريا فمن الطبيعي أن تتعلم جماهيرنا البرود، وحركات التمايل في المدرجات بالتأكيد لا تتناسب، فتمايلنا الذي نعرف له أصوله ومكانه وأدوات مرافقة له أهمها السيف.