أعجبتني شجاعة الدكتور محمد العوضي عندما لم يجامل القناة الفضائية التي استضافته ليتحدث عن مواضيع وقضايا عدة ضمن برنامج «ملفات» والذي يبث عصر كل يوم في الشهر الفضيل. قال الدكتور محمد إن ما تقدمه معظم القنوات العربية الفضائية من دراما وبرامج عربية وأخرى مستوردة وترجمتها وتقديمها بعلاتها وإسفافها ومن ضمن تلك القنوات هذه المجموعة «يشير إلى مجموعة القناة التي استضافته» هي هدم وتشويه لقيم ثابتة وتصوير للشرير على أنه هو الأقوى وصاحب البطولة، والمبالغة في تمثيل المشاكل الاجتماعية على اختلافها على أنها هي الغالبة، فأي تأثير سلبي وخطير تنوي هذه القنوات عن جهل أو عن عمد أن تتركه على جيل الصغار والشباب، فما أجمل الفكر النير إذا اقترن بالشجاعة وعدم المحاباة، وهذا غير مستغرب على مفكر وداعية مستنير كمحمد العوضي. إذا تأملنا فيما يقدم من مسلسلات في شهر الصيام وهي كزبد البحر نستغرب جرأة تلك المسلسلات على تجاوز حدود الحياء إلى الوقاحة المنتنة وعدم احترام حتى خصوصية هذا الشهر العظيم. بل حتى المعايير الفنية والذوقية لا تكترث باحترام عقلية المشاهد، وإلا كيف تقدم حياة الفهد والتي أصبحت تلقب نفسها بالكاتبة مسلسلا تعطي لنفسها فيه دور عاشقة وهي تقترب من السبعين؟! وأين هي من مسلسل «إلى أبي وأمي مع التحية» ذلك العمل التربوي الرائع مع الراحل خالد النفيسي؟ لماذا لا تفكر بكتابة مسلسل شبيه به يؤكد على قيم الخير من تراحم وتعاضد وأخلاق سامية. سررت كثيرا لخبر قرب البدء بإنتاج جزء جديد من البرنامج التربوي العملاق «افتح ياسمسم» والذي قدم عام 1980 واستمر عدة سنوات مقدما وجبة تعليمية وتربوية وترفيهية يومية للأطفال في دول الخليج كان لها الأثر الكبير، إلا أن مؤسسة الإنتاج الخليجي المشترك فترت همتها بعد ذلك رغم وفرة وجودة إنتاجها البرامجي، فلا ننسى برنامج «سلامتك» والمسلسلات الهادفة والراقية أيضا. رغم قتامة المشهد لا يزال عندي أمل بتراجع هذا العبث السوقي وعودة الإعلام العربي إلى شيء من رشده.