قال الاتحاد الدولي للنقل الجوي «اياتا» أمس إن حجم السفر خارجيا أكثر منه داخليا على مستوى العالم، وعزا مراقبون تلك الحالية إلى الأوضاع السياسية المضطربة على مستوى العالم وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، التي ولدت تحولات جغرافية سياسية واجتماعية جديدة على الصعيد الدولي. ويقول الخبير في السياسة الاقتصادية الدكتور صدقة فاضل، إن الثورات العربية والمتغيرات السياسية في المنطقة والتنقلات الدبلوماسية خلال التسعة أشهر الماضية وقرارات عدد من المجتمعات العربية في تغيير ملاذهم إلى أماكن آمنة كان عاملا مساعدا في ارتفاع حجم الرحلات الخارجية عنها في الداخلية. وألمح فاضل إلى أن الحراك الداخلي في معظم البلدان العربية خلال الستة أشهر الماضية كان سلبيا نظرا للأوضاع الأمنية في البلدان العربية، إضافة إلى أن معظم المقيمين والعاملين العرب في البلدان الأجنبية والعربية، فضلوا التنقل في بلدان خارج بلدانهم الأصلية في انتظار استشراف الأوضاع الأمنية غير المستقرة في بلدانهم مثل مصر وسورية وتونس وليبيا واليمن. وكان الاتحاد الدولي للنقل الجوي أشار، أمس، إلى أن حركة النقل الجوي للركاب على مستوى العالم زادت 5.9 % في يوليو تموز مقارنة بالعام السابق في حين تراجع الشحن الجوي للبضائع 0.4 %. وعزا «اياتا» تراجع الشحن الجوي إلى الضعف الاقتصادي العام في منطقة آسيا والمحيط الهادي عقب الزلزال وكارثة أمواج المد العاتية التي ضربت اليابان. ويعني ارتفاع أعداد الركاب في يوليو أن المقاعد المتاحة على الطائرات امتلأت بنسبة 83.1 % رغم أن الطاقة الاستيعابية زادت بنسبة 5.4 %. وشهدت الطائرات في أمريكا الشمالية أعلى نسبة إشغال حيث بلغت نسبة استغلال الطاقة الاستيعابية 86.8 % في يوليو رغم أن هذه هي المنطقة التي شهدت أقل زيادة في الطاقة الاستيعابية. وقال «اياتا» إن زيادة أعداد الركاب التي تجاوزت المستويات المعتادة في مثل هذا الوقت بسبب العطلات في نصف الكرة الأرضية الشمالي تعكس على الأرجح حالة من التفاؤل سادت في وقت سابق من العام. غير أن التوقعات تبدو أقل وردية. وجاءت أعداد المسافرين على الخطوط الداخلية أقل بكثير منها على الخطوط الدولية، فيما يرجع أساسا إلى ركود الطلب في اليابان حيث هبطت أعداد المسافرين بنسبة 16.7 % منذ يوليو 2010. غير أن «اياتا» قالت إن أعداد المسافرين داخليا ارتفعت في الهند والبرازيل بنسبة 20.6 % و 17.8 % على التوالي. لكن الأسواق الأكبر وهي أمريكا والصين شهدت تباطؤا إذ نمت السوق الأمريكية بنسبة 2.1 % وتراجع نمو السوق الصينية بحدة إلى 5.1 %.